حضرت موسيقى "المالوف" على اختلاف مشاربها بقوة خلال مهرجان الموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته السادسة التي احتضنتها قاعة ابن زيدون برياض الفتح، واستمتع عشاق الفن الأصيل بأربع سهرات "مالوف". ومثلت كل من جمعية "مقام" والفنان مبارك دخلة والجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية لقسطينية، إلى جانب فرقة سوسة ل "المالوف" التونسية هذا الموروث الغنائي بنصوصه الأدبية وأوزانه الإيقاعية ومقاماته الموسيقية التي ورثتها بلدان الشمال الإفريقي عن الأندلس وطورتها وهذبتها. وقد يخيل للوهلة الأولى للكثيرين أن هذا النوع الموسيقي يؤدى بالطريقة نفسها في جميع ربوع بالمغرب العربي، بيد أن نظرة تمحصية رفقة أهل الإختصاص تكشف الفروقات الكثيرة بين "المالوف" القسنطيني بالجزائر و"المالوف" التونسي وحتى الليبي حيث تلتقي الأنواع الثلاثة في التسمية أو الإصطلاح فقط، حسب ما ذهب إليه بعض الموسيقيين. وينحدر "المالوف" من الطرب الأندلسي ويصطلح على الموسيقى الكلاسيكية التي استقرت بالمغرب العربي، ولم تمتد إلى مصر وبلاد الشام بشقيها الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية ولا يتقيد "المالوف" غالبا في الصياغة بالأوزان والقوافي. وتصدح النوبة كذلك في المناسبات الاجتماعية والدينية كحفلات الزفاف وغيرها من المناسبات السعيدة وفي الموكب المولدي ومواكب زوايا الطرق الصوفية، كما يشيّعون بها جنائز شيوخ الزوايا الصوفية. ويعتبرالبعض قسنطينة عاصمة "المالوف" بفنانيها وفرقها ذات الصيت العالمي مرشحين محمد الطاهر الفرقاني على عرش أشهر فناني "المالوف" القسنطيني الذي يتفرع بدوره في هذه المدينة لعدة طبوع كالعيساوة والفقيرات والوصفان.