شهد المدخل الجنوبي لقرية بوعمامة ببلدية حاسي مفسوخ في الآونة الأخيرة عملية اقتحام رهيبة. من قبل عشرات العائلات. أتت على فضائات عقارية وطبيعية كانت لوقت قريب متنافسا لسكان المنطقة إلا أنها تحولت إلى محج للطامعين في الحصول على قطعة أرض بالمجان عن طريق تشيد بيوت قصديرية. قصديرية. هذا الفضاء العقاري تعرض في أوائل نوفمبر 2007 إلى غزو العائلات المتضررة من أزمة السكن. قامت بتشديد بنايات فوضوية تنوعت بين أكواخ طوبية وأخرى من الصفيح وحتى الأجر والإسمنت المسلح ويبدو أن الوقت الذي إخثاره أرباب هذه العائلات لمباشرة عملية الحفر والتقاسم الأرضية قد اختير بعناية بحيث تزامن وفترة الحملة الانتخابية للمحليات الفارطة. وهي الفترة التي تصاب فيها كل الإدارات بالشلل التام. ولم يكن عددها في البداية الأمر يتجاوز الثلاثين عائلة. قبل أن يتزايد بشكل مفاجئ وسريع حتى وصل مع فترة تنصيب المجلس الحالي إلى 150 عائلة. ليتضاعف الرقم في يومنا العائلات. وذكرت مصادر محلية ل الأمة العربية أن هذا الرقم مرشح للارتفاع أكثر إذا ماوصلت السلطات المحلية سياسة غض الطرف. وينتظر بعض السماسرة المندسين وسط العائلات المحتاجة فعلا لسكن. الفرصة المواتية للشروع في بناء العديد من البيوت وبيعها بمبلغ لايقل عن ال 40 مليون سنتيم. ويبدو الحي المذكور من الوهلة الأولى بناياته متدخلة لا تكاد ترى مسلكا للمرور والتنقل بين أزقته الضيقة. وإذ كان الحي مثله كمثل بقية الأحياء القصديرية التي تتناثر بناياتها بشكل عشوائي وفضولي كما هو ثابت ببلدية الولاية فإن الغريب في الأمر هو تنافر القاطنين به. وتكاد فرص التفهم بينهم أن تكون ضربا من الخيال. حيث ينقسم سكان الحي إلى مجموعتين أولها من السكان القدامى. مثلما تفضل أن تسمي نفسها. تتكون من حوالي 150 عائلة وتقطن بالحي مجموعة ثانية يطلق عليها السكان تسمية البراوية استولت على مساحات هامة بعد نزوحها من بلديات مجاورة. ويختلف السكان فيما بينهم أيضا حول أحقية كل منهم في الترحيل إلى سكنات لائقة. فيما ارتفعت شكاوي بعضهم في كل الاتجاهات بحثا عن سكن يصون كرمتهم. قرر البعض الأخر البقاء بمواقعهم وهم مطمئنين على مصدرهم انسياقا لضمانات تكون قد منحت لهم من طرف جهات نافدة بالبلدية مادام أن هذه الأخيرة هي من ستتكفل بمنح صكوك الغفران.