استأنفت الرابطة المحترفة الأولى مبارياتها على وقع أعمال الشغب والاعتداءات التي خلّفت عددا كبيرا من الجرحى والمصابين خلال الجولة الأولى من مرحلة العودة التي جرت، أول أمس، حيث ورغم النداءات المتكررة والإجراءات التحسيسية والاحتياطات الأمنية الضخمة المتخذة، إلا أن ذلك لم يوقف السلوكات الإجرامية في مختلف الملاعب، وهذا تزامنا مع حديث وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار عن ضرورة إدخال إصلاحات عميقة في قطاعه؛ ولعل من أهمها إيجاد حل لأزمة الشغب التي لا تريد أن تتوقف، وقبل ذلك إيجاد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مثل تلك الانحرافات. وفي هذا الإطار، شنّ عدد كبير من الأنصار، على المواقع الإجتماعية والمنتديات، حربا على رئيس فريق شباب باتنة فريد نزار الذي تفوه بعبارات يمكن اعتبارها محرضة للأنصار في القيام بأعمال شغب أخرى مستقبلا، وذلك لسبب بسيط وهو عدم تقبله لهزيمة فريقه على ميدانه أمام الرائد اتحاد العاصمة، وهو ما يدل على أن رؤساء الأندية لهم ضلع في السلوكيات اللارياضية التي يقوم بها المناصرون في الملاعب، وطالبوا نزار بالإقتداء بأمثاله في الأندية الأوروبية العريقة، وعلى رأسهم رئيس العملاق الكتالوني برشلونة الذي علق على خطأ الحكم في حق فريقه قائلا "لا ينبغي أن نحمّل المسؤولية للحكم.. نحن لم نكن جيدين"، وهذا في مقابلة ضمن البطولة الإسبانية عندما تعادلت البرصا وتعرضت للظلم حين لم يحتسب الحكم ضربة جزاء شرعية بشهادة كل المتتبعين. عقوبات قاسية منتظرة في حق شبيبة بجاية وشباب باتنة ورئيسها نزار هذا، ومن المنتظر أن تكون الأحداث العنيفة التي شهدتها مباراة شباب باتنة واتحاد العاصمة وكذلك مواجهة شبيبة بجاية وشباب قسنطينة، أهم الملفات التي تعالجها لجنة العقوبات للرابطة المحترفة التي تعقد اليوم اجتماعها الدوري، ومن المنتظر أن تسلط عقوبات قاسية ضد شباب باتنة وشبيبة بجاية، خاصة وأن هذه الأحداث عرفت اعتداءات جد عنيفة وجرحى في صفوف الأنصار، كما يمكن أن تطال العقوبة رئيس الكاب نزار الذي أطلق تصريحات لاذعة عقب نهاية مباراة فريقه واتحاد العاصمة، حيث قال بنبرة ساخطة "الأندية الكبرى للدوري الجزائري هي من تحدد الحكام، وأيضا النتيجة.. الكرة الجزائرية في خطر بسبب هذه الممارسات السلبية"، وأضاف "طاقم التحكيم جاء خصيصا ليورطنا في شرك الهزيمة ويشجع الفريق الزائر اتحاد العاصمة على تسجيل الفوز"، وهو بمثابة اتهام مباشر للحكم. وتجدر الإشارة إلى أن المباراة توقفت عند الدقيقة 88 بسبب شغب جمهور الشباب، واستأنفت بعد مرور أكثر من نصف ساعة، عقب تدخل أفراد قوات الأمن التي طردت الأنصار الغاضبين من الملعب. ومن الجهة المقابلة، أكد بعض أنصار شبيبة بجاية أن الأحداث التي وقعت بعد نهاية مباراة السنافر لا يتحمّلون مسؤوليتها واتهموا أنصار الموب بالإعتداء على أنصار "السياسي" نظرا للحساسية المفرطة بين الشبيبة والموب، على حد قولهم.