لا تزال معاناة سكان ولاية جيجل مع التدفئة متواصلة، وذلك بفعل النقص الكبير في قارورات غاز البوتان التي أضحت الشغل الشاغل للعشرات من العائلات التي تجمدت الدماء في عروق أفرادها من جراء موجة البرد القارس التي لم تعرف لها عاصمة الكورنيش مثيلا. واذا كان بعض الباحثين عن قارورات البوتان قد لجأوا الى اقتحام مقرات عدد من البلديات للبحث عن هذه القارورات وارغام السلطات على جلب المزيد منها، بعدما نفدت الكميات التي تم جلبها الى هذه البلديات في لمح البصر، فإن حجم التذمر الذي ألقى بظلاله على مواطني عدد من بلديات عاصمة الكورنيش دفع ببعض هؤلاء الى الخروج الى الطريق الوطني رقم (43) من أجل اعتراض مسار الشاحنات التي تقوم بنقل هذه القارورات والحصول على هذه الأخيرة بالقوة، مثلما حدث مساء أول أمس بمنطقة الصفصاف التابعة لبلدية الجمعة بني حبيبي، حيث تجمع العشرات من الشبان على قارعة الطريق الإزدواجي الرابط بين جيجل والميلية في محاولة لتوقيف الشاحنات التي كانت بصدد نقل الغاز الى بعض البلديات الشرقية كالعنصر، بلهادف والميلية، ما استدعى تدخل عناصر الدرك الوطني للحيلولة دون اكتمال هذا الكمين. ولم يخف العشرات من السكان تذمرهم من الطريقة التي اتبعتها السلطات في معالجة أزمة غاز البوتان، والتي أثبتت فشلها الميداني من حيث أن بعض العائلات تحصلت على ما يكفيها من هذه القارورات وأكثر لمجرد أنها لجأت الى طرق ملتوية للحصول على مرادها، في حين وجدت عائلات أخرى ممن لا حول لها ولا قوة في انتظار ساعة الفرج، من خلال ملازمة الطوابير التي بلغ طول بعضها عشرات الأمتار. كما تحدث البعض عن تمكن عدد من مربي الدواجن من تحويل مسار كميات كبيرة من قارورات الغاز التي كانت موجهة للإستعمال المنزلي. وهو مازاد من حجم الأزمة التي ما نفكت تتفاقم من يوم الى آخر، في ظل تواصل تهاطل الثلوج واستنفاذ معظم العائلات لمخزونها من الحطب التي لجأت اليه مع بداية التساقطات الثلجية بغرض الطهي والتدفئة.