أكد مدير عام الغرفة الإيرانية للتجارة والصناعة والمناجم، محمد نهافانديان، أن العديد من مجمعات بلاده الناشطة في مجالات اقتصادية عديدة مستعدة لخوض تجارب استثمارية إضافية في الجزائر، وخصوصا في قطاع البناء والإنشاءات والصناعة، مؤكدا أن هذه الشركات تنتظر فقط إطلاق برنامج المناقصات الدولية التي تعتزم عديد الوزارات الإفراج عنها في وقت لاحق من العام الجاري، وعلى رأسها وزارة السكن والأشغال العمومية والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وقال محمد نهافانديان الذي يزور الجزائر على رأس وفد هام من المتعاملين الاقتصاديين الإيرانيين، وهي الزيارة التي ستختتم، غدا الخميس، إن شركات البناء الإيرانية سبق لها أن أنجزت العديد من المشاريع السكنية من النمط الترقوي، لكن على نطاق ضيق في عدد من الولايات الداخلية خلال المخطط التنموي الماضي 2004 2009، وتهدف هذه المرة إلى توسيع رقعة تواجدها في البلاد والتركيز بالدرجة الأولى على المشاركة في المناقصات الدولية الخاصة بإنجاز مشاريع السكن الاجتماعي على اعتبار أنها تستحوذ على حصة الأسد من مجمل صيغ السكنات المدرجة للانجاز في إطار المخطط التنموي الجاري 2010 2014 وفرص افتتكاك حصص ضمنها أكيدة. وأوضح نهافانديان الذي يقود وفدا مشكلا من أكثر من 30 متعاملا من مختلف القطاعات الاقتصادية، أنه وفضلا عن قطاع البناء، يخطط متعاملو بلاده أيضا للاستثمار في قطاع الطاقة والمناجم، وخصوصا مجال التنقيب واستكشاف المعادن الثمينة، مثل الذهب والبلاتيوم في أقصى جنوب البلاد، إلى جانب قطاع الصناعات الصيدلانية والغذائية والنسيجية، وتسخير التجربة والخبرة الإيرانية في قطاع الصناعات الميكانيكية لدعم مردود وأداء الشركات الجزائرية للمناولة الصناعية التي تستعد لخوض غمار تجارب استثمارية ضمن خطط الشراكة مع المجمعات العالمية الكبرى لتجميع السيارات في الجزائر، على غرار "رينو" الفرنسية و"فولكس فاغن" و"مرسيدس" الألمانيتين. وأفاد محمد نهافيديان أن كل الاتفاقات المبرمة بين البلدين منذ 2009 في مجالات اقتصادية عديدة، بدأت تأتي ثمارها وتعززت أكثر باتفاقيات مكملة التي وقّعها رئيس الحكومة الإيراني رفقة نظيره الجزائري أحمد أويحيى في طهران أواخر سنة 2010 في إطار الاجتماع السادس اللجنة المختلطة الجزائرية الإيرانية. وحسب نهافانديان، فان وفد المتعاملين الإيرانيين يقوم خلال إقامته بالجزائر بسلسلة زيارات تقوده إلى العديد من المناطق الصناعية وسط وشرق وغرب البلاد، للاطلاع واستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق الجزائرية التي وصفها ب "الواعدة والمربحة" على جميع الأصعدة. ومعلوم أن طهران تولي أهمية كبيرة للاستثمار في السوق الجزائرية في المنطقة المغاربية بالنظر إلى جدواها، وذلك استنادا إلى أرقام الاستثمارات التي سبق وأن قام بها المتعاملون الإيرانيون في الجزائر خلال العشرية الماضية.