كلما تعرض حزب سياسي إلى هزة ارتدادية بداخله جراء أزمة سياسية عابرة أو مفتعلة، يطالعنا العديد من المنتخبين على كافة المستويات ببيانات صحيفة تعلن فيها انسحابها من التشكيلة السياسية التي حازت تحت مظلتها على العهدة الانتخابية إلى تشكيلة جديدة تقربها من دفء شمس سلطان السلطة زلفى الوطني كونه لا يمثل الشعب الجزائري برمته لتتهم الأمانة العامة لذات الحزب رئيس المجلس الشعبي الوطني بمحاولة صب رواتب النواب في حساباتهم الخاصة دون المرور على الحساب الجاري للحزب، والذي يتكفل بدفع رواتب نوابه، بعد خصم كل المستحقات الحزبية والتي اعتبرها الحزب كمحاولة لتحريض النواب على القيادة الحالية والتحضير المسبق "لحرڤتهم" السياسية نحو أحزاب أخرى أو بالأحرى نحو الغريمين المنتمين إلى التيار الوطني سواء الأفلان أو الأرندي، لكن تبقى عدة أسئلة محيرة لحد الساعة، كوننا لا نملك إجابة عنها، لتحفظ كل المسؤولين بمن فيهم النواب عن دواعي أي أزمة داخل أي حزب، فرغم الهجرة المستمرة من وإلى أي حزب طوال العهدة النيابية، يبقى المحير، لماذا وقع نواب حزب العمال على التعهد لصالح حزبهم مع بداية العهدة، لما كانت الرواتب لا تتجاوز 120000دج؟ ولماذا الإصرار على تقاضي كامل حقوقهم المادية الآن؟ لما بلغ الراتب أكثر من 400000دج. كما لاحظنا تفسيرًا سحريا ومدهشا لدى كتلة الأحرار التي تعتبر إنتقال نائب من كتلة الأحرار نحو حزب سياسي خيانة للعهدة الإنتخابية التي منحها له الشعب كنائب حرّ من كل الالتزامات، ليصبح أسير برنامج سياسي لحزب سياسي ما، أما "الحرِِِڤة" من حزب سياسي إلى كتلة الأحرا، فلا تعتبر خيانة للعهدة، بل هي قمة النضج السياسي تحلى بها النائب للدفاع على منتخبيه في دائرته الانتخابية متحررًا من كل القيود السياسية.ويعتبر الملاحظون أن "الحرڤة" السياسية من حزب إلى آخر خصوصًِِا لدى النواب و"السيناتورات" إضافة إلى أعضاء المجالس المحلية، نوع من المحاولات اليائسة لتمديد الفترات النيابية بإعادة التوقيع بصفة جيدة أو التقرب من السلطة من خلال الكيانات السياسية المشاركة، أو حتى للهروب من وجه المتابعات القضائية في حالة سقوط الحصانة النيابية، فيعمد النائب إلى تغيير اللون مع ضمان منصب في قائمة أخرى، أو الحصول على ترشيح ضمن المجالس الأقليمية أو الدولية باسم الحزب، ليصبح يمثل الدولة الجزائرية برمتها، متبعًا كل الأساليب والطرق مهما كانت تعقيداتها ، وتبقى الحالة الشاذة التي طالعنا بها مؤخرًِا منتخبو حركة مجتمع السلم، حين انقلبوا على شيخهم صاحب مشروع " فساد قف" عاتبه الرئيس في ذات الموضوع وعلى المباشر، حين اختار منتخبوه الانضمام إلى حركة "الدعوة والتغيير" بقيادة غريمه عز الدين مناصرة رغم أن حركة التغيير لم تتحصل بعد، على الاعتماد ، ويبقى مصيرها مجهولا، لنتساءل، هل هي حرب الأخوة الأعداء للحصول على الاعتماد العالمي؟ أم هي سحر الساحر انقلب عليه، بعد التوبيخ المباشر؟ أم أن الجماعة لن ترضى عن الشيخ حتى يتبع ملتهم؟ والتي أصبحت مستحيلة حاليًا إلى غاية فصل الجهات الوصية في الموضوع