"التويزة" مثال للتكافل الاجتماعي بمستغانم التويزة أو التعاون في شتى مجالات الحياة تعود بقوة هذه الأيام مع اقتراب موسم الحصاد وجني المحصول. حيث شرعت نسوة المنطقة في الخروج إلى الحقول في مجموعات تتكون كل واحدة من ثلاث الى 06 نساء، وقد يتضاعف العدد حسب كمية المساحة المراد حصدها أو المكانة التي يحتلها الفلاح وسط المجتمع. تبدأ "التويزة" بدعوة صاحبة العملية العديد من النسوة لمساعدتها في جني محصول هذا العام على أن تساعدها بدورها عندما تقرر المدعوة قيامها هي الأخرى بنفس العملية، وهكذا تتكرر الدعوات مع باقي النسوة إلى أن تقف عند العدد المرجو.وفي صباح يوم الغد تلتقي المدعوات لتنطلق باتجاه الحقل المراد جني ثماره، على أن تقوم صاحبة الحقل بتحضير الطعام الذي يعرف في المنطقة ب "لاكروط" في حدود الساعة التاسعة يليها في منتصف النهار الغداء ثم العشاء بعد المغيب.تشرع النسوة في عملية الحصاد ومن حين لآخر تكون هناك زغاريد تتبعها مختلف الأغاني تردد في شكل جماعات وهكذا تستمر العملية إلى آخر النهار. وإن كنا لم نصل بعد إلى موسم الحصاد الذي يكون عادة في شهر جويلية، إلا أن عادة "التويزة" بدأت مسبقا ويتعلق الأمر بجني الكلإ الذي يسمى "بالقرط" كما انطلقت عبر كامل الحقول عملية جني الشعير الأخضر الذي يستعمل في صناعة تشيشة التي يحضر بها طبق الحريرة الذي تشتهر به الجهة الغربية من الوطن. حيث تعمل النسوة على قطف السنابل الناضجة ثم حكها لتنقل الى البيت أين يتم تسخينها على النار لساعات ثم تنشر تحت أشعة الشمس لتجف بعدها، ثم بعد ذلك تشرع ربة البيت في تنقيتها ثم وضعها في أكياس خاصة، لتخبأ الى شهر رمضان القادم، أما جزء من المحصول فيوزع على الفقراء والمحتاجين وكذا الأقارب، كما أن بعض العائلات الفقيرة تشرع في بيعه الذي يتراوح سعر الكيلوغرم الواحد 100 دج لتعين زوجها في شراء لوازم البيت. هذا وتبقى "التويزة" واحدة من أهم مظاهر التكافل بين العائلات والتي تزيد في توطيد العلاقات وتثبيت أواصر المحبة.