"العياشي" يتحدث عن "نون" أما عن اشتغاله على هذا الموضوع، فقد حاول أن يزاوج بين اللغة العربية والدارجة، ويبيّن من خلال هذا العرض أنهما لغتان متكاملتان، ليعطي بعدا أوسع للمسرحية وفضاء أرحب من أن ينحصر في نطاق جمهور واحد. أما عن الجانب الكوريغرافي، فقد حاول أن يجعله في إيقاع متناغم بين الكتابة والإخراج، في حين أراد أن يقدم مسرحا جادا يرتقي بالذوق ولا يدغدغ العواطف، وإنما مسرح يخاطب الروح والعقل في الوقت نفسه. أما عن الغموض في العرض بالنسبة للشخصيات، كشخصية "المعتوه" التي تعبر عن شاب قُتل في وقت الإرهاب، وراقصة قتلت هي أيضا من طرف الإرهاب داخل ملهى ليلي، و"بروائيل " كان مديرا للسجن، و"بلة" شخصية لعبت دور السجان، كان يتعرض للقهر من داخل السجن، وكل العرض هو حياة برزخية تجسد معاناة الجزائر في فترة زمنية مضت وكل هؤلاء وجدوا أنفسهم في لحظة انتظار ما بين الجنة وبين النار، لأجل أن يتحدثوا عن المأساة الجزائرية بعيدا عن الأسلوب التقريري بلغة جمالية وفلسفة إنسانية.