عبد الرحمان يوسف ل"الأمة العربية": (الموساد) وراء نعتي بالشيعي والملحد هل تعتبر نفسك أفضل شاعر بين أبناء جيلك؟ لا اعتبر نفسي أفضل شاعر ولكن أقول أن قصيدتي انتشرت ليس لأنها تحدثت على الأوجاع ولكن لأنها استوفت الشروط الفنية أيضا، ولا يشغلني ترتيبي بين المبدعين، بقدر ما يشغلني هم الكتابة في حد نفسه، ما يشغلني هو أن أكتب شيئا يعبر ويعمق رؤيتي في قضايا الوطن. في وقت معين كانت السجون هي عقاب المعارضين في مصر، و الشاعر نجم فؤاد خير مثال عن ذلك، الآن هي تتخذ معك إجراءات أخرى؟ الحكومة المصرية لديها خبرة في التعامل مع مثل هذه المواقف وهذه الخبرة كونتها من تراكمات، الآن هم يضيقون المنابر الإعلامية، مثلا أنا كنت أعمل مذيع تلفزيوني ومنذ أربع سنوات لا أعمل وكذلك تضييق النشر فمعظم أعمالي تطبع وتنشر خارج مصر، فبدل أن تقوم بإجراءات العنف التي تروج للكاتب تضع أمامه عراقيل كي لا يصل إلى المتلقي. انتم الآن في نكسة؟ نحن نعيش في وضع أكثر من نكسة 67، ولدينا نظام متواطئ مع جميع أعدائنا ضد شعبنا، و نظامنا فاقد لشرعية، ولا سبيل لبقائه إلا بتشديد الإجراءت الأمنية ضد الناس، لكنه آيل للزوال، لأن الناس بدأوا بإجراءات الثورة على النظام من إضرابات و اعتصامات في كل المدن المصرية. في الدول العربية مظاهرات والكلمة لا تجدي نفعا، وحمل السلاح أدى إلى كارثة، ما هو الحل للتغيير ؟ أنا أتحدث عن إضرابات واعتصامات تتعلق بشؤون مصر والظلم الذي يتعرض له الشعب، إذ لا بد أولا أن تحل مشاكل مصر، و تحرير القدس يبدأ من القاهرة. أتحدث عن إضرابات يقوم به الشعب المصري من أجل الحصول على مرتبات عادلة، و تأمين صحي، وحياة كريمة. أنت تبجل المحلية على القومية؟ لاتعارض بين الإثنين، لكي تقوم مصر بدورها القومي يجب أن تكون قوية، ويعني أن تحل مشاكلها الداخلية، وهذا كي يتعافي الجسد المصري كي يقوم ويؤدي دوره، وأولوية حل المشاكل الداخلية المصرية، ووجود مشروع وطني للتنمية الداخلية والمكتسبات الإقليمية، هو أمر شديد الإلحاح، و لا يمكن تأجيله ولا يتعارض مع دور مصر القومي. هذا المشروع القومي، أصبح يوضع بين قوسين، ويشكك في قدرته على إحلال السلام في الوطن العربي واسترجاع الأرض المستلبة؟ أنت تلمحين إلى تجارب فشلت في عصرنا الحديث، ليس معنى فشل بعض التجارب ، أن كل تجربة ستفشل، المشكلة أن نكرر نفس التجارب الفاشلة بحذافيرها، إذا طبقنا ما فعلته أوربا التي تكتلت في الاتحاد الأوربي بإمكاننا أن ننجح دون تجاهل حقوق الإنسان ولا نتجاهل حقوق الأقاليم، التكتل يحتاج إلى عقل واعد ومجموعة من السياسيين المحترمين المنتخبين من شعوبهم . سبق و أن تكتلت مصر وسوريا في الوحدة العربية لكن التجربة فشلت ؟ لا ندعو أن تكون الدول العربية كلها بالضرورة في دولة واحدة، هذا ليس ضروريا، يمكن ان تحتفظ كل دولة بحدودها وسياستها الداخلية، وأن تنسق بينها بالمواقف وتتعاون اقتصاديا، تكنولوجيا، هذا في حد ذاته، على بساطته يمكن أن يصنع طفرة ضخمة في أداء الوطن العربي على المستوى الإقليمي و الدولي. في زواج نجل الرئيس غرقت باخرة الحجاج المصريين،فنظم فؤاد نجم، قصيدة سخر فيها من المفارقة التي حدثت، ألم تفكر في أن تكون وفاة نجل الرئيس موضوع قصيدة من هذا الشكل؟ أنا لا أحب الكتابة عن الأمور الشخصية، ولم أكتب عن حسني مبارك أي قصيدة حتى الآن، قصائدي تصلح للقسمة على جميع الظلمة، ولا أكتب عنه لأنه رئيس تافه، لا يستحق أن يذكر في قصائدي، وهو جملة اعتراضية في سياق تاريخ مصر الطويل، فيمكن أن نصف السادات خائن، أو عبقري سياسي، ووطني، أما الموجود حاليا، فهو ليس إلا موظف وصل بالصدفة و استمر. تتهم بتشيعك؟ كل من يؤيد المقاومة، تخلق حوله الإشاعات، أنا لم أوصف بالشيعي فقط، بل كذلك بالأصولي، وكذلك الملحد ، وهذا دائما وراءه المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، بتواطؤ أجهزة الإعلام والحكومات . أنا أؤيد كل من ينصر المقاومة، وكل شخص يوجه بندقيته إلى إسرائيل، لو التفت وراءه لوجد قصيدة من قصائدي تدفعه إلى الأمام ، تحثه على التقدم، و ترثيه إذا استشهد، لقد مدحت شافيز، و جيفارا، و مدحت كل من وقف موقفا محترما مع المقاومة، لأنه واجب إنساني، وعروبي ومصري ثالثا، الذين ماتوا في غزة والعراق ماتوا بدلا عنا. العالم اليوم تنقصه أم منعدمة فيه العدالة؟ منذ الأزل الصراع بين العدل و الظلم، والخير والشر، وسيظل هذا الصراع مصغرا ومكبرا، لأنه يبدأ من داخل كل إنسان، ويتسع حتى يكون بين الأمم كلها، فتتصارع فيما بينها على الحق والباطل. هل المعارضة تؤدي إلى العدالة؟ معارضة الشر هي محاولة لنصر العدل، ومعارضة الظلم شكل من أشكال التجنيد العسكري في جيش العدل. ماذا عن عملك الأخير حول فلسطين؟ هو عمل شعري مجمع لمجموعة من القصائد سيكون عنانه "من شرفتي في القاهرة" وهذا سيكون عنوان الديوان، الذي يحاول أن يتأمل القضية ويكتب تاريخ مستقبلها، من خلال الإطلال من المشهد المصري، الذي يؤثر على حل أو تعقيد حل القضية. ستقدم عملا حول الأمير عبد القادر ما الذي أثارك في حياة الأمير ؟ نعم، كان المشروع عبارة عن عمل شعري، ثم تطور في ذهني إلى سيناريو فيلم حول حياة وكفاح الأمير عبد القادر، وما أثارني في حياة الأمير هو قضية استسلامه التي لا تزال تثير جدلا كبيرا بين المؤرخين، وهذا ما سأستوضحه من حفيدة الأمير عبد القادر في زيارتي إلى سوريا. اطلاعك على المشهد الأدبي في الجزائر؟ اطلاعي قليل جدا، و من أهداف زيارتي للجزائر أن اطلع على الحالة الأدبية والثقافية في هذا البلد.