باحث في شؤون الجماعات الإسلامية: فرنسا أخطأت بالتدخل في مالي أيدت الحكومة الروسية المسعى الفرنسي في الهجوم العسكري على مالي، وقد أشار يفغيني كوريندياسوف، السفير الروسي السابق بمالي أنه لولم تتدخل فرنسا بسرعة في مالي "لكان الإسلاميون قد احتلوا كامل أراضيها في أسبوع واحد، وفي المقابل يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية مصطفى زهران أن فرنسا أخطأت بالتدخل في مالي. واستبعد كوريندياسوف، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مركز دراسة العلاقات الروسية الفرنسية والسياسة الخارجية لبلدان أفريقيا احتمال أن يكون الموقف الروسي المؤيد للعملية العسكرية في مالي، نتاج صفقة روسية غربية داخل أروقة الأمم، تربط بين الملفين السوري والمالي لجهة تقديم كل طرف تنازلات محددة للطرف الآخر في بعض النقاط في هذا الملف أو ذاك، معتبرا أن الموقف الروسي من المسألتين السورية والمالية "يتماشى مع مصالح روسيا الإستراتيجية، ليس في مالي فحسب بل وفي الدول الإفريقية المجاورة لها، وأوضح كوريندياسوف أن روسيا "لا تريد أن تفقد مصالحها واستثماراتها كما حدث في ليبيا"، خاصة وأن روسيا تقدم مساعدات إنسانية، وعسكرية لمالي وأن الجيش في مالي مزود بأسلحة روسية، وأرجع كوريندياسوف إشراك ممثلي حوالي 70 حزبا في الحكومة والبرلمان "، وراء عرقلة عملية اتخاذ القرارات وخاصة تلك المتعلقة بإدارة البلاد. وبني الباحث مصطفى زهران تحليله على أن فرنسا استنسخت التجربة الأميركية في العراق وأفغانستان، يأتي هذا التصريح على غرار التقرير الذي قدمه مستشار أكاديمية ناصر العسكرية اللواء محمود خلف بأن فرنسا لن تتمكن من الانتصار في معركة مالي، نظرا للاتساع الهائل للصحراء الكبرى، وكانت مفوضية الأممالمتحدة قد صرحت تلقيها تقارير بوقوع انتهاكات مروعة ارتكبت في مالي، وتوقعت المفوضية أن يضطر أكثر من 700 ألف من سكان مالي إلى النزوح في الأشهر القليلة المقبلة بسبب الاشتباكات، وكان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق « رومانوبرودي » المبعوث الأممي في منطقة الساحل الأفريقي اعتبر الحرب في شمال مالي لا يمكن بدؤها قبل سبتمبر 2013. على أساس أن منطقة «ازواد» أصبحت في قبضة المجموعات المتطرفة والإرهابية: حركة أنصار الدين المتشكلة أساساً من قبائل الطوارق وجماعة «التوحيد والجهاد»، التي تسعى لتأسيس إمارة «طالبانية» في شمال مالي، كما يرى رومانوبرودي أن القرار الصادر عن مجلس الأمن لا يزال يحتاج إلى قرار مكمل يسمح بالحل العسكري. المشكلة التي تواجه باريس الآن مثلما جاء في مجلة تايم الأمريكية في مقالها حول التدخل العسكري الفرنسي في مالي، هو أن بعض الافتراضات حول استراتيجيه الخروج من مالي قد تكون مفتوحة للتساؤلات، مقارنة بالكيفية التي وضعت الولاياتالمتحدة نفسها فيها فيما يخص استراتيجيه الخروج من أفغانستان، وللتذكير أن التدخل العسكري الفرنسي جاء استجابة لصرخة استغاثة وجهها الرئيس المالي الانتقالي، ديون كوندا تراوري، وبحكم أن مالي كانت مستعمرة فرنسية قبل استقلالها في 1960، فقد كان موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطابه مؤخرا أن العمليات العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي، تهدف إلى إعادة وحدة أراضي الدولة الصديقة مالي ومكافحة "العدوان الإرهابي الذي يهدد غرب أفريقيا بالكامل"، فضلا عن حماية أرواح ستة آلاف فرنسي يقيمون في مالي. علجية.ع