النظام السوري يصف العمليات التفجيرية ب”الإرهابية” ولا يتهم المعارضة سقط أزيد من 25 قتيلا بين مدني وعسكري في مدينة حلب السورية في تفجيرين استهدفا مقرين أمنيين، ووضعت العملية سوريا على محك الحرب الأهلية. كما أكدت تقارير بريطانيا أمس، أن إيران أرسلت 15 ألف مقاتل من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية، ودعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي بات يواجه أكبر اختبار، خصوصا بعد أن أعلن العميد الركن مصطفى الشيخ أبرز المنشقين عن الجيش السوري، عن تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا بهدف إعلان حالة ”النفير” العام في البلاد. وتقف جامعة الدولة العربية في صف خيار بحث الحلول السلمية لوضع حد لأعمال العنف المستمرة في سوريا التي باتت تعيش عدة مدن فيها، سيما حماه وحمص وحلب، الخراب والدمار، في سيناريو ينذر بالحرب الأهلية، كما تؤكد على ذلك تقارير وكالات الأنباء العالمية، وما لا تنكره الجامعة العربية ولا حتى روسيا التي تقف مع الصين في صف الأسد ضد المعارضة، تؤكد على مخاطر الحرب الأهلية في سوريا لكنها تحمل المعارضة السورية مسؤولية الدمار الذي لحق بسوريا، كما قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي: ”أن مسؤولية وقف سفك الدماء في سورية وإمكانية تسوية النزاع عن طريق الحوار تقع على عاتق المعارضة وأنصارها”. من جهتها تؤكد المعارضة السورية المدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي استطاعت تشكيل جيش حر يسعى إلى تطهير سوريا من نظام الأسد على حد قوله، إلى أن خيار الحوار مع النظام السوري لم يعد مجديا مع استمرار أعمال العنف متهمة النظام السوري بمواصلة قمع جميع المظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير. ويخشى المجتمع الدولي من تكرار أسوأ مع السيناريو الليبي، وهو التعبير الذي استعمله مجلس الدوما الروسي خلال اجتماعه أمس لدراسة مشروع إعلان لوضع حلول للأزمة السورية، ومنع تكرار السيناريو الليبي في البلاد وتفادي التدخل الأجنبي بهدف الإطاحة بالنظام السوري. ويواجه الموقف الروسي معارضة شديدة من فرنساوالولاياتالمتحدة، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن باريس تعول على زيادة الضغوط على روسيا في مجلس الأمن الدولي وكذلك على الرئيس السوري بشار الأسد لكي تجبره على التنحي، وذلك بمساعدة ”مجموعة أصدقاء سورية” التي بادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تشكيلها في أعقاب فشل مجلس الأمن في تبني قرار حول سورية. ويستخدم النظام السوري مصطلح ”إرهابيين” في وصفه للعمليات التفجيرية التي شهدتها حلب أمس، وقالت وكالة الأنباء السورية إن التفجيرين أوقعا عدداً من الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين، بينما نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته عن العملية. هذا وتواصل عدد من الدول العربية الضغط من جهتها على النظام السوري، وأعلنت وزارة الخارجية الليبية أن ليبيا أمهلت القائم بالأعمال السوري وفريقه في طرابلس 72 ساعة لمغادرة ليبيا، وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان كل من دول الاتحاد الخليجي وتونس ومصر تعليق علاقتها الدبلوماسية مع سوريا وغلق السفارات بين البلدين، من جهته عزز الجيش اللبناني تواجده في بعض المناطق الحدودية الساخنة مع سوريا، خاصة في منطقتي ”حنيدر” و”الكنيسة” في منطقة وادي خالد.