"الائتلاف السوري" يرفض زيارة موسكو وواشنطن نقل، أمس، من القاهرة بأن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا المنعقد في العاصمة المصرية منذ الخميس اتفق على تسمية رئيس للوزراء تمهيدا لتشكيل حكومة في الخارج، في الوقت نفس قال الائتلاف إنه مستعد للتفاوض في إطار حل سياسي يتضمن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة الأمنية. وذكرت مصادر في الاجتماع أن الائتلاف أمهل أعضائه عشرة أيام للتشاور بشأن الأسماء المرشحة لهذا المنصب. من جهته، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني لوكالة الصحافة الفرنسية إن اجتماعا سيعقد في إسطنبول في الثاني من مارس لاختيار رئيس وزراء الحكومة الانتقالية وأعضائها، مشيرا إلى أن هذه الحكومة ستعمل في المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد. من جهة أخرى، قال الائتلاف في بيان نشره على صفحته الرسمية على فيبسوك إنه في اجتماعه بالقاهرة يرى أن محددات الحل السياسي "لا بد أن تستند إلى نقاط جوهرية، أولها تحقيق أهداف الثورة في العدالة والحرية والكرامة، وحقن الدماء وتجنيب البلاد المزيد من الدمار والمحافظة على وحدتها، وثانياً تنحية الأسد والقيادة الأمنية والعسكرية واعتبارهم خارج إطار العملية السياسية، ومحاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم". والنقطة الثالثة حسب البيان هي أن الحل السياسي يعني جميع السوريين بمن فيهم "الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم". وقال البيان في النقطة الرابعة إن أي مبادرة يجب أن يكون لها إطار زمني محدد وهدف واضح معلن، أما النقطة الخامسة فتطالب بوجود ضمانات دولية من مجلس الأمن وبخاصة روسياوالولاياتالمتحدة، وتطالب السادسة بالحصول على الدعم اللازم من الأصدقاء والأشقاء للحل السياسي. هذا وقرر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مساء الجمعة، رفض دعوات لزيارة موسكو وواشنطن احتجاجا على "التدمير الممنهج" لمدينة حلب، كما علق مشاركته في مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" المقرر انعقاده الشهر المقبل في روما. يأتي ذلك فيما أدانت عواصم ومسؤولون التفجيرات التي هزت دمشق الخميس الماضي. وقال الائتلاف الذي يمثل التجمع الرئيسي للمعارضة السورية إنه رفض دعوات لزيارة موسكو وواشنطن احتجاجا على التدمير الممنهج لمدينة حلب التاريخية من خلال قصفها بصواريخ "سكود" روسية الصنع. وجاء في بيان للائتلاف المعارض "احتجاجا على هذا الموقف الدولي المخزي فقد قررت قيادة الائتلاف تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء سوريا، وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسياوالولاياتالمتحدة". وقد بث ناشطون على شبكة الإنترنت صورا لآثار سقوط صواريخ سكود على حلب (شمال سوريا) مما خلف عشرات القتلى. وأظهرت لقطات آثار الدمار الكبير الذي لحق بمنطقة الحمراء وقيام السكان بنقل الجرحى. وقال نشطاء في حلب إن صواريخ "سكود" أطلقت على منطقة الحمراء، وإن أكثر من 65 منزلا تعرض للدمار بسبب القصف. وطالب الائتلاف شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 مارس، وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية، أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم. يأتي ذلك فيما أدان المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تفجيرات دمشق التي أسفرت عن مقتل وجرح المئات، ووصفها ب"الوحشية" وب"الأعمال التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب". وهزت العاصمة السورية، الخميس الماضي، ثلاثة تفجيرات أدّت إلى مقتل وجرح المئات بينهم أطفال وطلاب مدارس، بعضهم إصاباتهم خطرة. وعبّر الإبراهيمي في بيان عن إدانته للتفجير "الوحشي والرهيب" الذي ضرب العاصمة السورية، وأدى إلى مقتل نحو 100 شخص وإصابة 250 من المدنيين. في السياق، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بتفجيرات دمشق، مؤكدة أن "عملية سياسية ذات مصداقية" من شأنها أن تنهي إراقة الدماء في سوريا. وقالت آشتون في بيان "لا شيء يمكن أن يبرر عملا بهذه الوحشية أدى إلى مقتل كل هؤلاء الناس خصوصا المدنيين وبينهم أطفال". وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن امتناع الإدارة الأميركية عن إدانة تفجيرات دمشق يجسد مبدأ الكيل بمكيالين. وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني أن الأميركيين تخلوا عن مبدأ نقد الإرهاب بغض النظر عمن يقف وراءه. في المقابل، رفضت الولاياتالمتحدة الاتهامات الروسية لها بازدواجية المعايير عند التعامل مع الوضع في سوريا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند "نحن نرفض ذلك ولا بد من إدانة أي عنف ضد المدنيين من أي جهة أتى وسوف نفعل ذلك". من جانبه، طالب وزير خارجية الصين يانغ جيه تشي كل أطراف الأزمة السورية بوقف فوري لكل أعمال العنف. وطالب السوريين بالرجوع إلى طاولة المفاوضات انطلاقا من خريطة مؤتمر جنيف.