إجراءات الدعم والتخفيف الضريبي والجبائي أتت النتائج المرجوة تشهد أسعار اللحوم البيضاء ومنذ حوالي أسبوعين تراجعا مستمرا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 220 دينار في أسواق التجزئة بعد أن كان في حدود 360 دينار خلال الشهرين الأولين من العام الجاري، وذلك وفقا لتوقعات مهنيي الفرع الذين سبق وأن أكدوا أواخر العام الماضي أن القطاع سيشهد وفرة بداية من الربيع الجاري، وذلك من ثمار إستراتيجية دعم المربين التي انتهجتها الوزارة الوصية التي أعفت المتعاملين والمهنيين في هذا الفرع من جملة من الضرائب التي أثقلت كاهلهم في وقت مضى. ع.داود وقد أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، أنه يتعين على مربي الدواجن استغلال فرصة توفر العرض وتراجع أسعار اللحوم البيضاء من أجل هيكلة الفرع بشكل مستديم. وحسب المجلس المهني المشترك لفرع تربية الدواجن الذي اجتمع، أمس الأول الخميس، بمقر وزارة الفلاحة، فان سوق اللحوم البيضاء تعرف حاليا عرضا كبيرا مما أفضى إلى تراجع "معتبر"في الأسعار وإثارة قلق المربين من الخسائر التي قد يتكبدونها. وقد اعتبر الوزير أن هذه الوفرة التي تعود أساسا إلى الإجراءات الجبائية والضريبة التشجيعية التي اتخذتها الحكومة الصيف الماضي "تشكل فرصة ذهبية لهذا الفرع حتى يهيكل نفسه ويزداد قوة". وفي هذا الصدد، أوضح بن عيسى انه يجب أن تستمر هذا الديناميكية وأن تتكثف، داعيا أعضاء المجلس المهني المشترك لفرع تربية الدواجن إلى تحسيس وإقناع مسؤولي المذابح لاسيما الخاصة بالانضمام إلى إجراءات الضبط وامتصاص الفائض في الإنتاج بأكبر قدر ممكن من أجل ضمان ديمومة الفرع. كما ذكر وزير الفلاحة أن هذا الفرع المهني المشترك بحوزته شهر من أجل هيكلة العلاقات بين الناشطين في الفرع والتعاقد في العلاقات بين المذابح "العمومية والخاصة" والمربين من أجل تشكيل الاحتياطات. ولم ينضم سوى ثلاثون مذبحا خاصا وعموميا إلى إجراء ضبط فرع الدواجن المدعو"الثلاثية" والذي تشرف عليه المجموعة العمومية "الديوان الوطني لأغذية الأنعام". ويتمثل هذا الإجراء في منح الكتاكيت والأغذية للمربين الذين يقومون بالمقابل ببيع إنتاجهم للمذبح. والتزم الديوان الوطني لأغذية الأنعام في إطار هذا الإجراء بتخزين ما يعادل 10 آلاف طن من الدجاج بسعر 200 دينار للكيلوغرام يمنح للمربي، في حين أن السعرالذي تضمنه الدولة في إطار الثلاثية يقدر ب 150 دج للكيلوغرام. ومن اجل تعزيز قدرات الذبح والتخفيف على المربين سيقوم الديوان المهني المشترك بتحسيس المذابح الخاصة الأخرى بالدخول في نظام الضبط، ويتعلق الأمر "بالحفاظ على هذا النشاط وضمان للمستهلكين منتوج بسعر معقول" حسب رئيس المجلس العيدوني. تنظيم فرع الدواجن يفرض نفسه بحدة وألح الوزير رشيد بن عيسى على ضرورة الحفاظ على وضع أشرطة لإنتاج الدجاج الموجه للاستهلاك لتجنب انخفاض العرض خلال الصيف المقبل. وأوضح أنه "يتعين على أعضاء المجلس السهر على الحفاظ على تاريخ وضعها المقرر في نهاية افريل وبداية ماي المقبلين". وحسب الحصيلة الشهرية لمرصد فرع الدواجن الخاصة بشهر فيفري 2013، فإن تنظيم فرع الدواجن يفرض نفسه بحدة. وجاء في نفس الحصيلة أن نظام الضبط الذي وضعته السلطات العمومية مكن من امتصاص كمية كبيرة من الدجاج، ولكن المذابح الخاصة عليها أن تنضم له من أجل زيادة قدرات التخزين باتجاه تحكم أفضل خلال فترة الطلب المتنامي. ودعا المرصد، من جهة أخرى، إلى المزيد من الشفافية في الأنظمة المعلوماتية والتسيير على مستوى القطاع الخاص. ويتعين على الديوان المهني المشترك أن يعمل في اتجاه الاحترافية من اجل إنشاء مجموعات مصالح مشتركة تسجل تأخرا كبيرا في مجال وضعها. وانخفض سعر الدجاج الحي (على مستوى المربي) إلى غاية 120 دينار للكيلوغرام وحتى إلى 100 دج في بعض المناطق، في حين ينبغي أن يتراوح السعر بين 180 و200 دج لضمان الفائدة للمربي، حسب المهنيين. ويرجع انخفاض الأسعار أساسا إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة في الصيف الماضي لصالح الفرع، خاصة إلغاء الضريبة على القيمة المضافة على المواد الأولية بعد ارتفاع أسعارها في السوق الدولية. وشجع هذا الإجراء المربين على تكثيف نشاطهم في شهري أكتوبر وديسمبر 2012. وأصبح هذا الإجراء الذي اتخذ بالتشاور مع اللجنة المهنية لتربية الدواجن ساري المفعول منذ أكتوبر 2012 ومن المنتظر أن يدوم إلى غاية رمضان المقبل.