مرايا اجتماعية أصبحت ظاهرة التسول تعرف انتشارا واسعا وسط الأحياء الرئيسية وأمام مراكز البريد والمساجد والبنوك والأسواق ..الخ، فهذه الظاهرة على الرغم من أنها قديمة التواجد، إلا أنها عرفت تطورا خطيرا في أساليبها و أصبح ممتهنوها يتقنونها باحترافية تامة، تكتبها: نسرين، ع كما أنها لم تعد مهنة للفقراء فقط بل حتى الفئات الأخرى الميسورة الحال. فالتسول لم يعد لسد الرمق فقط بل أصبح ظاهرة واحترافا لما يدره من دخل كبير مع تفشي الفقر والبطالة وكذا الأمية، كما أن ظاهرة التسول في المناسبات الدينية مثل أيام الجمعة وعيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان وغيرها، كما أصبح للمتسولين قاموسا تردد مفرداته على مسامعنا كثيرا في الطرقات ومواقف السيارات ومحطات الحافلات والقطارات وبصفة خاصة أمام المساجد، فالمتسولون يستغلون الجانب الديني للتأثير على الناس حيث يرددون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المحفزة على الصدقة والإنفاق في سبيل الله فضلا عن الأدعية لاستجلاب عطف الناس، كما أصبح المتسولون خاصة منهم النساء يرتدون ملابس ظاهرها التدين والحشمة كالحجاب أو النقاب، وأيضا يصطحبن معهن الأطفال الصغار أو الرضع أو المعاقين لاستعطاف الناس، وبعضهم يدعي المرض ويضع أمامه وصفات طبية وعلبا لمختلف أنواع الأدوية الفارغة ليبرهن على أنه مريض وسط عرض درامي، فالكثير من المتسولين يؤثرون بأدائهم هذا في المواطنين ويأخذون أموالا الصدقات والزكاة بالباطل حيث يدعي عدد غير قليل منهم الفقر والحاجة وهنا يكون من الصعب على المواطن اختيار من يعطيهم الصدقات وأموال الزكاة، بحيث لم نعد نفرق بين المحتاج الحقيقي والمزيف بسبب مكر المتسولين الذين يزاحمون الفقراء ويسلبون حقهم في الزكاة والصدقات، فعند اقتراب عاشوراء مثلا يقف المتسوّلون بطوابير لا متناهية أمام المتاجر ومواقف السيارات، فيلات الأغنياء وعندما لا يجابون بالقبول لكثرة عددهم أو لأنهم ليسوا من فئة المحتاجين يسخطون عليهم ويشتمونهم بشتى الألفاظ، كما نجد خلال المناسبات الدينية تسابقهم إلى المساجد أين تحدث مشاحنات ومشاجرات كبيرة بينهم هذا ما جعلنا لا نتق في أحد من المتسولين، ونحاف أن نخطئ في حق الفقراء، حبذا لو كانت هناك إجراءات ردعية تمنع هؤلاء من التزايد والانتشار فقد أصبحوا يشرهون المدن و شوارعها.