بعثة الأممالمتحدة في دمشق تستبدل مقر إقامتها لأسباب أمنية أعلنت اليزابيث بيريز المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في جنيف أمس الثلاثاء، أن تصاعد العنف في سوريا أصبح يمنع وصول المساعدات الغذائية الى ملايين المحتاجين. ونقلت مصادر صحفية عن بيريز تأكيدها أنه وبرغم نجاح البرنامج في ايصال المساعدات الى حوالي مليوني شخص في شهر مارس الماضي في 14 محافظة سورية الا أن عمل المنظمة في سوريا يواجه تحديات هائلة من أجل الوصول بالمساعدات الى مناطق معينة من ريف دمشق والقنيطرة ودرعا ودير الزور والرقة اضافة الى أجزاء أخرى كبيرة من شمال البلاد وبخاصة حلب وادلب. ودعت المتحدثة باسم المنظمة الدولية الأطراف المتقاتلة في سوريا الى السماح بتمرير المساعدات بأمان الى مناطق النزاع . وفي ذات الاطار، أكد مهند هادي المنسق الاقليمي لبرنامج الغذاء العالمي للأزمة السورية، أن عملية نقل المواد الغذائية من مكان الى اخر في سوريا أصبحت تمثل صراعا حقيقيا تخوضه فرق البرنامج من أجل انقاذ المحتاجين وذلك بسبب وقوع المخازن والشاحنات التابعة للبرنامج في مناطق تبادل اطلاق النار. وقال هادي، ان المنظمة الدولية تضطر في بعض الاحيان الى اتخاذ القرار الصعب بالغاء ارسال المواد الغذائية الى بعض الاماكن بالرغم من علمها بالحاجة الماسة اليها. وبينما لفت مسؤول برنامج الغذاء العالمي الى أن الوضع في سوريا اصبح حرجا للغاية فقد نوه الى أن الصعوبة الأكبر توجد في المناطق التى تسيطر عليها المعارضة حيث يستطيع البرنامج الوصول بشكل محدود الى الملايين ممن هم في حاجة ماسة الى تلك المواد الغذائية . وأضاف هادي انه وفي كثير من الاحيان يتم ايقاف شاحنات المقاولين الذين يتعاقد معهم البرنامج من الباطن لايصال المساعدات وذلك عند نقاط التفتيش حيث تختطف أو تضطر الى العودة . وأشار الى أنه في شهر مارس الماضي فقط تم نهب ثلاث شاحنات محملة بمواد ذائية تكفي لحوالي 17 ألف شخص بمنطقة الحسكة لافتا الى أنه تم اطلاق سراح السائقين بعد اعتقالهم من قبل مجموعة مسلحة في ريف دير الزور ولكن لم يتم تحرير الشحنات الغذائية. وذكر مسؤول برنامج الغذاء أنه ومنذ شهر ديسمبر 2011 سجل البرنامج 20 هجمة على مستودعات برنامج الغذاء او شاحناته . وأكد نفس المصدر من جانب اخر أنه وبرغم تلك التحديات الهائلة فان المنظمة الدولية ستحاول خلال شهر أفريل الجاري الوصول بالمساعدات الى حوالي 2.5 مليون شخص في سوريا ، مناشدا جميع الأطراف في سوريا باحترام ومراعاة المبادئ الانسانية وضمان المرور الآمن لشاحنات المساعدات الانسانية، وكذلك الموظفين العاملين في هذا المجال . من جهة أخرى انتقل أعضاء بعثة الأممالمتحدة في سوريا للإقامة في فندق فور سيزون بدمشق لأسباب أمنية، وكان الأعضاء يقيمون في فندق شيراتون دمشق، وكانت الأممالمتحدة قد قررت تخفيض عدد أعضاء بعثتها في دمشق إلى ما يقارب النصف وأن ينتقل الباقون للإقامة في مقر غوث للاجئين الفلسطينيين بمنطقة المزة بالعاصمة السورية، غير أن مكان الإقامة في غوث، لم يرق لهم وبناء عليه قرر أعضاء البعثة الانتقال إلى فندق فور سيزون. ويرجع سبب مغادرة أعضاء البعثتين لفندق شيراتون إلى سقوط العديد من قذائف الهاون بالقرب من الفندق وسقوط إحداها داخل الفندق وأصابت أحد مداخله مما أسفر عن حدوث أضرار مادية كما سقطت عدة قذائف أخرى في محيط الفندق ألحقت تلفيات بعدد من السيارات. وكان أغلب أعضاء بعثة ممثل المبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، قد غادروا مقر إقامتهم في فندق شيراتون دمشق أيضا وتوجهوا للإقامة في بيروت.يذكر أن فندق شيراتون دمشق يقع بالقرب من مقر مبنى الإذاعة والتليفزيون ووزارة الدفاع ومربع أمني يضم عددا من مقار أجهزة أمنية مختلفة مما يجعله عرضة للإصابة المباشرة.