60 بالمائة من أطفال الأمهات العاملات يعانون من مشاكل نفسية معقدة أضحت مؤخرا فكرة أخذ الأبناء إلى المربيات في البيوت، سواء بسبب انشغال الأم بالعمل خارج المنزل، أو انشغال هذه الأخيرة بأعمال البيت، موضة يتبعها الجميع، وهو ما فسح المجال واسعا للمربيات باشتراط أثمان باهظة مقابل أداء هذه الخدمة التي يجهل الأولياء مدى تأثيرها، سواء السلبي أو الايجابي، على نفسية الطفل، هذا الأمر جعل الأخصائيين النفسانيين يدقون ناقوس الخطر نظرا للعدد الكبير من الأطفال الذين تكتظ بهم العيادات النفسية، خاصة بمستشفى بلفور بالحراش، حيث أوضحت الأخصائية النفسية زميرلي في هذا السياق أن نسبة 60 بالمائة من الأطفال الذين يتابعون في العيادة النفسية يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية معقدة، خاصة ما تعلق بالاضطرابات في الكلام، لأن المربيات يجبرنهم على السكوت طول الوقت، وهو ما يحوّلها إلى كبت للكلمات والأفكار تجعل الطفل يبتعد عن هذه الحاجة التي يعبّر من خلالها عما يريد، إضافة إلى ظهور اضطرابات في السلوك والاندماج الاجتماعي، حيث أرجعت نفس المتحدثة سبب ذلك إلى سوء المعاملة التي يتلقاها الطفل من طرف المربية، خاصة في الأشهر الأولى من حياته، لأن الحاضنة غير مؤهلة لإشباع عاطفة الأمومة عند الأطفال، كما أن وجود المربية يُضعف علاقة الطفل بوالديه، والطفل في هذا السن بحاجة لأن يكون موضع تقدير ومحبة لدى الآخرين، وأن يبادلهم نفس المشاعر والانفعالات، والحاضنة غير مؤهلة لذلك، فمن يستطيع أن يجبرها على أن تكون سعيدة ومبتسمة دائما في وجهه؟ تضيف ذات المتحدثة، التي نصحت جميع الأمهات بضرورة البقاء مع أطفالهن إلى غاية سن الثالثة، ثم يوجهنهم إلى دور الحضانة التي لها الطابع الاجتماعي من خلال احتكاكه مع غيره من الأطفال، إضافة إلى استفادتهم من الدروس التحضيرية قبل دخولهم للمدرسة. .. والأمهات قلقات على مصير أبنائهن لم تخف العديد من الأمهات العاملات اللواتي التقينا بهن، عدم ارتياحهن لما يلمسنه من تغير نفسي وردود فعل غريبة على أبنائهم بعد مرور عدة أشهر أو سنوات من تسليمهم للمربيات، حيث تروي إحداهن أنها قصدت بيت المربية التي تعتني بابنها "وليد" 4 سنوات في أحد الأيام قبل الموعد المحدد لأخذ الابن، لتتفاجأ بغياب المربية من البيت تاركة الطفل وحده يبكي، في الوقت الذي سمعت أخرى صراخا وضربا موجها لابنتها "إلهام" 3 سنوات من طرف الحاضنة، بحجة أنها لا تريد النوم، فهذه السلوك وغيرها لها تأثير سلبي على النمو العقلي والنفسي للطفل والذي يولّد مع مرور الوقت اضطرابات معقدة.