مواطنون يضيّعون مناصب شغل ويؤجلون عقد الزواج بسبب أخطاء في وثائق الحالة المدنية تسببت أخطاء إملائية ارتكبها موظفون في البلديات بولاية سوق أهراس، سواء عن طريق السهو أو الخطأ الوارد بالوثائق المستخرجة، عدة مشاكل قد يصعب حلها مستقبلا وأرّقت المواطنين. ولكن الذي لا يجد له حلاً إلى يومنا هذا، هو اختلاف كتابة الاسم الواحد من مقدم جاهل إلى مقدم يحسن الكتابة. فمثلا مازال اسم ليلى يكتب "ليلة" وفاطمة "فطيمة" ومهرية "ماريا". فحذف حرف أو إضافة حرف وأخطاء في تواريخ الميلاد، كل هذا يجعل من مصالح الحالة المدنية ومختلف الهيئات المعنية باستخراج الوثائق، تعج بالمواطنين الذين هم ضحايا لأخطاء ارتكبت في حقهم عن طريق الخطأ، فكثيرون هم من تفوتهم العديد من الفرص للالتحاق بمناصب شغل أو اجتياز امتحان أو عقد زواج، أو قضاء مصالح شخصية أخرى. وتكلمنا مع بعض المواطنين الذين تعرضوا لمثل هذه الأخطاء، فالآنسة "ح.ن" 23 سنة قامت باستخراج شهادة ميلاد لتحضير ملف اجتياز مسابقة المدرسة العليا للقضاة، إلا أنها فوجئت يوم دفع الملف بوجود خطأ في الإسم، ولسوء حظها كان ذلك آخر يوم لدفع الملف بسبب وجود خطأ في الاسم وضاعت بذلك فرصتها في اجتياز الامتحان. الآنسة "ش.ف 26 سنة"، هي الأخرى كانت ضحية الخطأ الإملائي في اللقب، تقول ذات المتحدثة إنه بدل حرف الهاء كتب حرف الحاء، ما جعلني أواجه مشاكل عويصة، خاصة وأن جل الملفات المطلوبة يشترط فيها شهادة ميلاد أصلية. ولما تقربت من مصالح الحالة المدنية لتصويب الخطأ الذي شوّه لقبها، واجهتها بترسانة من الإجراءات، كالقيام بحكم قضائي وإلى حد الساعة ما يزال الحكم حبيس الأدراج. ونفس الإسم للطفل "نوّار" والذي تعطل عن الإلتحاق بمقاعد الدراسة، حيث تفاجأت عائلته خلال استخراج الوثائق المطلوبة لإدراجه في المدرسة، إلا أنه مدون في السجل الأصلي جنس أنثى خطأ "نوّارَ"، كاد يفوت عليه السنة الدراسية، لاسيما أن شريحة واسعة تتخبط في مثل هذه المشاكل، ليبقى المتضرر دائما في كتابة هذه الأسماء والتدقيق في حروفها، هم المواطنون بالدرجة الأولى وموظفو الحالة المدنية أنفسهم والموثقون، إذ يتحمّلون مشقة البحث في كيفية كتابة الاسم مما يفكرون في تحريرها، لتبقى طوابير الانتظار والشكاوى التي تحدث صداعا في الرأس كل يوم أمام شباك مصالح الحالة المدنية.