تعمل شركات الأدوية الكبرى على إنتاج كميات كبيرة من الأدوية واللقاحات والأدوات لتلبية طلبات العديد من الدول التي تسعى بشكل حثيث لمواجهة تفشي إنفلونزا الخنازير الذي أودى بحياة المئات. كما أتاح للعديد من هذه الشركات الدخول لمشتركيها على مواقعها عبر شبكة الإنترنت لاتباع نصائح الوقاية من المرض. وتمكنت شركات الأدوية جراء زيادة منتجاتها في إطار مواجهة إنفلونزا الخنازير والاشتراك في مواقعها على الشبكة العنكبوتية من تحقيق إيرادات مالية ضخمة لم تكن تتوقعها لولا تفشي المرض. الأمر دفع بعض المراقبين لاتهامها باستغلال حالة الرعب إزاء المرض لتحقيق مكاسب مالية خاصة أن أسعار منتجاتها إرتفعت بشكل كبير خلال مدة قصيرة. وتعد شركة الأدوية "غلاسكو" سميث كلين أكبر مصنع لأدوية إنفلونزا الخنازير في بريطانيا، ولا يقتصر إنتاجها على التطعيمات الوقائية وإنما تنتج الأدوية وأغطية الوجوه وأدوات فحص واكتشاف المرض. ويتوقع محللون أن تجني "غلاسكو" أكثر من مليار جنيه إسترليني (1.64 مليار دولار) من مبيعاتها للقاح الوقاية من إنفلونزا الخنازير وحده. فقد وردت إلى الشركة طلبات تصل إلى 195 مليون جرعة للقاح من 16 دولة، وتكلف الجرعة الواحدة في بريطانيا ستة جنيهات. المدير التنفيذي ل "غلاكسو" أندرو ويتي رفض الاتهامات بأن الشركة تستغل أزمة إنفلونزا الخنازير لتحقيق مكاسب مالية كبيرة. وقال إن الشركة تحاول أن توازن بين الالتزام الاجتماعي بمواجهة المرض ومسؤولياتنا أمام المساهمين في الشركة.