رغم أن العديد من الأحزاب دخلت فى صمت منذ انتخابات التاسع أفريل الماضي، إلا أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي استنفر قواه منذ مدة من خلال النشاطات العديدة التى قام بها فى الأيام القليلة الماضية، أولها كان اجتماع المنسيقين الولائيين بالعاصمة تحت إشراف الأمين الوطني للحزب أحمد أويحيى، الذي حث على ضرورة التحضير الجيد للاستحقاق القادم والمتمثل فى التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، خاصة وأن "الأرندي" يعول على الحصول على نصف المقاعد على اعتبار أن العديد من الأعضاء انتهت عهدتهم بالغرفة البرلمانية. هذا الاجتماع تلاه عقد ثلاث ندوات جهوية من أصل خمس، كان من المقرر عقدها، حيث ناقش "الأرندي" موضوع الشباب والتشغيل بكل من البليدة وقسنطينة ووهران، ليتم تأجيل ندوات الجنوب إلى وقت لاحق. كما بدأ "الأرندي" فى الاجتماعات مع المجالس الولائية، وبدايتها كانت ولاية جيجل، حيث شرح الناطق الرسمي للحزب ميلود شرفي الخطوط العريضة للاستحقاق القادم للمنتخبين المحليين. فيما ستنظم العديد من الاجتماعات المحلية لا حقا، أخذا بعين الاعتبار الولايات التى يعرف فيها الحزب بعض الضعف. هذا، وبدأت الآلة الانتخابية فى تحريك أعضاء "الأرندي" من خلال عملهم على استقطاب العديد من المنتخبين الأحرار، مثلما فعله الأمين الولائي ببرج بوعريريج ناصر بوداش والذي استطاع ضم "مير" بلدية مجانة وأكد على وجود منتخبين آخرين فى طريق الانضمام إلى الحزب. ورغم أن أحوال "الأرندي" بالمسيلة لا تبعث على الخير، خاصة فى ظل البيان الذي تم تقديمه للأمين الوطني قبل الاجتماع الأخير،من طرف مجموعة من الأعضاء، يتهمون فيه المنسق الولائي بسوء التسيير وعدم احترام مبادىء الحزب. ورغم هذا، فإن المتتبعين للشأن السياسي يجزمون بأن "الأرندي" سيحقق فوزا عريضا خلال التجديد النصفي القادم، لأن أقوى المنافسين يواجهون مشاكل داخل أحزابهم. فعبد العزيز بالخادم، الأمين الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني، منهمك بتحضير المؤتمر العام ل "الأفلان". ليس هذا فحسب، بل شهد "الأفلان" فى العديد من الولايات كل مرة مشاكل مع اقتراب موعد التجديد النصفي، حيث بدأت تعرف موجة صراعات بين المترشحين، لكن قرب موعد عقد المؤتمر سيجعل بلخادم يسارع إلى إعادة ترتيب البيت. ومن جهة أخرىو مازال "الأفلان" لم ينه عملية انتخاب أعضاء القسمات والمحافظات بعدد معتبر من الولايات، منها المسيلة، بسكرة وباتنة. فى حين سخّر أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، كل قواه لإعادة ترتيب بيته بعد ظهور حركة "الدعوة والتغيير" التي أخلطت كل حساباته، فالأولوية في الوقت الراهن لم شمل أسرة حماس التى تشتت، فيما يبقى "الأرندي" يستغل الفرصة مع الهدوء الذي تعرفه قواعده من أجل التحضير الجيد والدخول بقوة فى الانتخابات القادمة، خاصة وأن أويحيى صرح لمقربيه أنه لن يرضى بأقل من نصف المقاعد من أجل تأكيد هيمنة الحزب على هذه الغرفة.