"الأعراس أخذت كل ما ادخرناه في فصل الشتاء"، " رمضان جا ولازملو ميزانية خاصة" لكن أين سنتوجه والدخول الاجتماعي على الأبواب؟، " كل شئ غال والبسيط لن يتمكن من تجاوز المحنة لأن ضربة فالراس توجع فما بالك بثلاث ضربات" ... هي شهادات مواطنين استقتها "الامة العربية" من الجزائر العميقة، ومن مواطنين اجتمع عليهم ثالوث قضى على كل حساباتهم المادية، فالأفراح، رمضان والدخول الاجتماعي جعلت من العائلات تحتار أين تضع قدمها للخروج سالمة من المأزق. لم يلبث أرباب العائلات بعد الخروج من ضريبة "التاوسة" حتى فتح أمامهم باب أكبر وهو اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، الذي أخذت العديد من أسواق العاصمة تتزين خاصة بالأواني من شتى الأنواع الفخارية، الحديدية والزجاجية، إضافة إلى عرض كل ما يتعلق باشهر الكريم من مواد غذائية وغيرها، ولتسليط الضوء على الموضوع، انتقلت "الامة العربية" إلى عدد من أسواق العاصمة للوقوف على الحركة الجديدة والنشيطة لهذه الأخيرة فكانت الوجهة الأولى سوق باش جراح المعروف بكبره وأسعار سلعه المعقولة، من الوهلة الأولى تبين لنا أن هناك حركة جعلت "ريحة "رمضان تقترب اقتربنا من بعض المتسوقين فقالت السيدة "باية.ج" ربة بيت و أم ل 3 أولاد في سن التمدرس "إن ميزانية العائلة تبخرت فبعدما أخذت "التاوسة" نصيبها و أخذت الأعراس كل ما ادخرناه في فصل الشتاء، جاء دور التحضير للشهر الكريم دون أن ننسى الدخول الاجتماعي، وهذا الأخير أكثر ما يقلقني لأن لدي 3 أولاد يجب كسوتهم وتحضيرهم جيدا لذلك" وفي إجابتها حول إمكانية الاستدانة ردت" زوجي يعمل عون حراسة وراتبه مقبول لكن لا أظن أننا سنستدين لأنه يصعب علينا رده وسنكتفي بالقليل". غير بعيد عن السيدة باية التقينا السيد "محمد.ب" معلم في الطور المتوسط و أب ل 4 أطفال أعرب عن صعوبة الموقف خاصة أن المواطن البسيط تلقى حسب تعبيره 3 ضربات في الرأس فكل شئ غال والبسيط لن يتمكن من تجاوز المحنة لأن ضربة فالراس توجع فما بالك بثلاث ضربات، وهذا سيرجع سلبا على راحة العائلة إلا أننا يضيف "سنتخطى ذلك ككل سنة لأن رمضان يجيب خيرو معاه". غيرنا الاتجاه فكانت الوجهة ساحة الشهداء التي يكثر الإقبال عليها هذه الأيام فكانت الآراء نفسها حيث أجمع كل من التقيناه أن المواطن البسيط يجد صعوبة كبيرة في تجاوز الموقف خاصة من له أكثر من ولدين، إلا أن الجميع كذلك عبر عن ارتياحه كون شهر رمضان يأتي ويجلب معه الخير والبركة. تعودنا أن نسمع عن لجوء بعض المواطنيين إلى القرض لشراء سيارة أو لإتمام بناء منزل وغيرها، لكن في الأونة الأخيرة أضحت بعض العائلات تلجأ إلى الاستدانة والقروض المصغرة ليس لذات الغرض وإنما لقضاء الشهر الكريم وضمان دخول مدرسي مريح للابناء، هذا ومن جهة أخرى لجأت بعض ربات البيوت إلى الطريقة الكلاسيكية لإنقاذ الموقف، ألا وهي الكريدي الذي أضحى الحل الوحيد للبعض للخروج من الضائقة المالية، وهو الحال لدى السيد " جمال.م" الذي يعمل حارس مدرسة ابتدائية بالحراش، الذي قال إن "رمضان جا ولازملو ميزانية خاصة لكن أين سنتوجه والدخول الاجتماعي على الأبواب"، وأكد في ذات السياق أنه يلجأ في نهاية كل شهر إلى "الكريدي" نظرا لمتطلبات العائلة التي تتكون من 6 أفراد، وأمام اقتراب حلول شهر رمضان والدخول الاجتماعي فلن يكون هناك بديل عن "الكريدي"، يضيف ذات المتحدث. من جهة أخرى أكدت السيدة "الهام.م" سكريتيرة بإحدى المؤسسات العمومية إلى لجوئها السنة الماضية لطلب قرض من مديرها لاتمام شهر الصيام وتحضير الدخول المدرسي لابنائها في أحسن الظروف على أن يأخذ من راتبها مبلغ 4 آلاف دينار شهريا لمدة 10 اشهر، وهي مستعدة لتكرار العملية هذه السنة إن وافق المدير، خاصة وإن زوجها مريض وهو عاطل عن العمل .