صدر عن دار الاختلاف بالاشتراك مع الدار العربية للعلوم، ديوان " مرايا العابرات في المنام" وهو ديوان تحاكي فيه الشاعرة"جمانة حداد" آلام وهواجس إثنتا عشرة شاعرة من مختلف البلدان أدى بها الشعر أو أدت به إلى الانتحار، حيث استهلت الشاعرة الكتاب بتحذير للقارئ : " حل من إثنين: إما أن تهرب، إما أن تدجن موتك، لايقرأ هذا الكتاب إلا بالتدجين"، ثم تروح تخاطب الموت الذي تشتهيه في مطلع أول... ثم إنك جنس أيها الموت/ اشتهاء اشتهيك أيها الموت، يا ثور الهداية الأعمى، يا من تحرث نومي كل ليل، يا من تراوغني وتصارعني وبالأحمر الترابي تمرغني... وفي مطلع ثان تختار جمانة أن تروي سيرة الحياة وسيرة الانبثاق و الانطلاق والولادة في " إليّ جنينا"... تبدأ الحياة هنا، هنا تنتهي سيان تكونين في رحم أو تحت التراب، سوف تمشين طريقك وسوف يتبعك الطريق.... وفي نظرة عدمية سوداوية تصور الولادة على أنها أول خطوة للنهاية في حياة غير مرغوبة وتعيسة... تبًا لك أيتها الدنيا، تبًا لصراخك يقطع أنفاسي، تبًا لحشائشك الضارية على جلدي.... وبهذا تصور نظرة المنتحرات للحياة، للولادة، للموت وتواصل في "نشيد القابلة". الحياة لا تكفي/ لكي أقول حييت/ لكي حقا أحيا/ ينبغي لي قبلا أن أموت.....كل حياة هل هي سوى/ موت يقهقه في مرآة/لا تزغردن يا مزغردات/ و لا ترتدين أبيض العرس:/ لست ولدت لأولد/ إنما أنا فقط لأموت. ومن ثم تبدأ المرايا تتكشف حيث يتكون الديوان من ثلاث مرايا في لعبة لغوية تجزيئية للعنوان، مرايا، مرايا العابرات، مرايا العابرات في المنام، ففي مرايا تدخل الشاعرة في عالم سحري خيالي مزدوج بين الموت والمرآة وعلاقتهما وكأن الموت هو فقط عبور بين وجهي المرآة... حتى اللب أدخلها المرآة/ هناك في رحمها الذي منها خرجت أتعلم لعبة موتي. وتحاول جمانة أن تتصور نفسها ميتة، أن تدخل حياة الميتين... الميت لا يعرف أن يخاف، المرآة تقول/ الميت لا يعرف أن يخاف، مثل ما الخوف لا يعرف أن يموت/ الميت لا يعرف أن يموت، مثلما لا يعرف الخوف أن يخاف، وبعدما تنتهي من وصف الموت، تعلق لكل عابرة مرآة تروي حكايتها المميتة في مرايا العابرات وهي إثنتا عشرة مرآة لاثنتا عشرة منتحرة هن على التوالي " ألفونسيا ستورني" ، "كارين بوي" ،" آنا كريستينا سيزار" ،"توقا ديتلفيستون" ،"مارينا تسفيتاييفا" ، "فلوربيلا اسبانكا"، "اميليا روسيللي"، "سيلفيا بلاث"، "دانييل كولوبير"، "انغبورغ باخمان"، "ريتيكا فازيراني"، "نيلغون مارمارا"، وبطريقة شعرية نثرية سالبة تأخذك الشاعرة إلى عوالم الياس والتحدي، الأمل واليأس، وأخير قرار الموت لكل منتحرة، حتى يصبح للموت رونقا ما، يصبح الموت خلاصا ما، إلى أن تصل الشاعرة إلى "مرايا العابرات في المنام" أين تقدم "تفاسير" وهي عبارة عن تفسير ديني... في البدء خلق الله الشاعرة/ وصارت الشاعرة رئة /وغازا صارت الرئة/ و قال الله: لتمت الشاعرة اختناقا بالغاز/ وآخر علمي مدعم بمعطيات الانتحار، المكان الزمان وغيرها، وشرح شعري للطرق التي لجأت إليها الشاعرات للانتحار، فتفاسير الموت بالمياه، بالمخدر، بالرصاص، بالمنوم، بالحبل، بالعجلات، بالكهرباء، بالغاز، بالسم، بالنار، بالسكين، بالفراغ، لتختتم كما بدأت " نشيد الحفار" الموت لا يكفي/ لكي أقول مت/ لكي أقول حقا أموت/ينبغي لي بعد أن أحيا ... لا تندبن يا نادبات/ اخلعن ثوب الحداد الأسود/ لست أدفن لأدفن/ إنما فقط لاعيش. وكان الموت هو مفتاح الحياة، ثم "إليّ جثة"... تنتهي الحياة هنا/ هنا تبدأ/ سيان تكونين تحت التراب أو في رحم. و بهذا تكون "جمانة حداد" قدمت للشاعرات الاثنتا عشرة صكا للحياة في قلوب من يقرأ ديوان" مرايا العابرات في المنام" وهو ديوان موسيقي ساحر تميز ببنيته الهندسية الفريدة وبنيته اللغوية البارعة التي نجحت من خلالها الشاعرة في اندماج روحي عميق وغريب مع روح الميتات من أجل الشعر أو من أجل الموت. شهر رمضان بذوق ثقافي و فني أعلنت دار الثقافة بتمنراست عن برنامجها الثقافي والفني لشهر رمضان المبارك سعيا منها لتنشيط المدينة في هذا الشهر، وجاء البرنامج ثريا بين الفنون التشكيلية، المحاضرات والنشاطات الأدبية وعروض مسرحية وسينيمائية و أخرى فنية وفلكلورية، حيث ومن الأول من رمضان وإلى غاية اليوم العاشر منه أي31 أوت سيضم العرض معرضا للفن التشكيلي لمختلف الفنانين كما سيعرض من 03 سبتمبر وإلى غاية 17 من الشهر معرضا للفن التصويري وذلك في رواق دار الثقافة، أما الأمسيات الشعرية فستكون على الساعة العاشرة ليلا بعد صلاة التراويح وذلك على التوالي أيام 24، 31 من الشهر الحالي و 07 و 14 سبتمبر، كما تعرض المسرحيات في نفس التوقيت وستستقبل دار الثقافة كلا من جمعية النوارس ( البليدة) في عرض " قدر اوديب" ، جمعية الفرجة المسرحية لولاية (ورقلة) بمسرحية" وداعا إفريقيا" والتي عرضت في المهرجان المسرحي الإفريقي ونالت إعجاب الحاضرين، و مونولوج "دين هناني محمد" من وهران بعنوان" هم يضحك" ومونولوج ل"عبايس محمد" من الجزائر العاصمة تحت عنوان "سترا_ناج" وذلك من 23 أوت و إلى غاية15 سبتمبر. أما الحفلات الموسيقية فستتزين بموسيقى التيندي والموسيقى الشعبية لجمعية"الصل انتوماس" وجمعية"جيل الأصالة والمعاصرة" وجمعية" تدكولت" و "تاسيلي نهڤار" وذلك يومي 20 و 21 من الشهر الجاري أما رقصة البارود فستقدمها جمعية "قوس النصر" والمسيقى العصرية تمثلها جمعية" اموضان توفات" في 26 من الشهر الجاري، حفلات ساهرة أخرى سيحييها كل من الشاب الهندي في طبع "الراي"، الفنانة "خديجة" في الأغنية الغربية و "عدة" في الطبع الوهراني، وغيرها وستدوم الحفلات إلى غاية 17 من الشهر القادم، كما سيتم عرض أفلام تاريخية ودينية و أخرى بوليسية وكوميدية من خزانة الأفلام العربية.