نجح مهاجم شباب بلوزداد محمود باي في لفت أنظار الجهاز الفني، وتحديدا المدرب حنكوش، خلال الفترة الماضية واقتنع الجميع بمستواه وإمكانياته الفنية والبدنية من خلال مهاراته المتعددة، والتي ينجح في توظيفها بشكل جيد داخل الملعب، سواء في التدريبات أو اللقاءات التي شارك فيها حتى الآن، وهو ما جعل الجمهور يرتبط به منذ ظهوره بداية هذا الموسم أمام فريق مولودية وهران، رغم الهزيمة التي تلقاها الشباب برباعية، فكانت الهتافات له كثيرة أثناء اللقاء الأخير أمام جمعية الخروب بملعب 20 أوت. وعندما شارك، كان دوره مؤثرا للغاية وسجل هدف الفوز الذي حرر به حناجر الجماهير البلوزدادية. باي لم يسعفه الحظ لينال رضا المدرب والجمهور خلال الموسم الفارط، بسبب تذبذب في المستوى وعدم الانضباط، وهو ما دفع بالمسيرين إلى التفكير في طريقة ذكية للتخلص منه وتسريحه لفريق آخر، لكن القدر أبقاه في صفوف "لعقيبة" ليكون نجم شباب بلوزداد الجديد الذي كان على وشك المغادرة. يبدو أن اللقاء الأخير الذي جمع بلوزداد بضيفه الخروب سيكون بمثابة نقطة تحوّل هامة بالنسبة للاعب باي، الذي كان قاب قوسين من الذهاب، حيث ملأ الملعب حيوية ونشاطا ومهارات أبهرت كل من حضر المباراة، بفضل سرعته الفائقة في التوغل ومهاراته العالية في تسجيل الأهداف من مواضع صعبة، فاسمه أضحى متداولا على كل لسان بلوزدادي، ما قد يجعله مدلل الشباب هذا الموسم. الظهور الجيد لابن برج الكيفان، سيجعل بقية نجوم الشباب يدركون أن المنافسة في الموسم الجديد لن تكون سهلة بسبب كثرة عدد الجاهزين، خاصة في خط الهجوم الذي يضم عددا معتبرا من اللاعبين يتقدمهم كل من صايبي، فنير، يونس، عواد، سليماني، بوسحابة، غربي ولحوامد، فكان أول بروز لباي أمام مولودية وهران موفقا، حيث كان وراء كرة صايبي التي دخلت الشباك، وكان صاحب هدفي الفوز أمام كل من شبيبة بجاية عن طريق ضربة جزاء وجمعية الخروب بهدف رائع من زاوية مغلقة. هذا الأداء اللافت، سيجعله أحد القطع الأساسية التي يعتمدها المدرب حنكوش في خطته خلال الجولات المقبلة. وعرف المهاجم باي كيف يستغل الغياب الطويل للمهاجمين بوسحابة ويونس عن الميادين، بعد الإصابة التي كانا قد تعرضا لها على مستوى القدم بداية هذا الموسم، حيث ولج قلوب البلوزداديين وكسب ودهم، وهو ما سيزيده شحنة معنوية عالية لتفجير طاقاته الكامنة، تجعله قادرا على تحدي الجميع. ومن دون شك، ستبدأ الأحاديث الجانبية تنتشر بين لاعبي بلوزداد عن هذا اللاعب والاهتمام الذي منحه إياه المدرب حنكوش في الفترة الأخيرة، لدرجة قد تجعل تدريبات الفريق أكثر قوة وأشد ضراوة، خاصة بين الكبار، ليثبت للجميع أنه النجم الذي يستحق المشاركة في المباريات بشكل أساسي، وبالتالي فإن بوسحابة ويونس أضحيا مهددين في منصبيهما وعودتهما إلى التعداد الأساسي سيكون صعبا نوعا ما. في إطار استعداداته للمواجهتين المقبلتين اللتان تنتظران الشباب بالعلمة وباتنة على التوالي، سيجري أشبال حنكوش سهرة اليوم على ملعب 20 أوت مواجهة ودية تجمعهم بالفريق الوطني للمحليين الذي يشرف عليه عبد الحق بن شيخة، وستكون هذه المواجهة فرصة سانحة لفريق بلوزداد لمراجعة النقائص التي عانى منها الفريق في المواجهة الأخيرة أمام جمعية الخروب، وإعطاء الفرصة للاعبين الذين لم يظهروا هذا الموسم، على غرار بوسحابة، يونس وغربي.