وجد العديد من المجرمين، وعلى رأسهم اللصوص، الفرصة مواتية قبل الآذان مستغلين خلو الشوارع من المارة وتهافت المواطنين على موائد الإفطار، لإرتكاب جرائمهم كالسرقة والمتاجرة بالمخدرات. "الأمة العربية" رافقت دورات الدرك في عملها دقائق قبل علو آذان المغرب، واستمرت معها لتطالع واقعهم في محاربة الجريمة بعد الإفطار. تنقلنا إلى الكتيبة الإقليمية لزرالدة، حيث صادفنا في طريقنا حادث مرور خطير، بدا وكأنه شاحنة نفعية وسيارة خفيفة من نوع "شوفرولي"، ما أحدث جلبة وسط زحمة مرور خانقة، تزامنت وساعات الذروة، وقد تركنا رجال الأمن يقومون بمهمتهم هناك. الساعة كانت تشير إلى السادسة بعد الزوال حين وصلنا إلى الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بزرالدة، أين انطلقنا برفقة قائد الفرقة ونائب قائد فرقة سيدي مني، في دورة تفتيش على مستوى الإقليم شملت الأماكن العامة والمنعزلة والأحياء المعروفة بالإجرام واللصوصية والمناطق التي تشهد استفحالا للجريمة. السادسة والنصف، الشوارع تكاد تخلو من المواطنين، هدوء نسبي في حركة السير... يقول قائد الفرقة "تقل حركة المرور في مثل هذا الوقت عادة... سوف نقوم بدورة تفتيش على مستوى شاطئي خلوفي 2 وخلوفي 1". ونحن نقترب من الشواطئ العائلية، تفاجأنا بتواجد أشخاص تحت المظلات الشمسية قبل أقل من ساعة على موعد الإفطار، يقول مرافقنا "إن الشواطئ لا تزال تستقطب المواطنين حتى في شهر الصيام، لاسيما ليلا". وفي هذه الأثناء، لمح قائد الفرقة شخصا بدا مشبوها توجه إليه وطلب منه الوثائق، تبين أن الشخص المعني قادم من بجاية، سأله قائد الفرقة: "أين كنت وإلى أين تتجه؟"، فأجابه: "كنت على الشاطئ وأنا الآن عائد إلى المنزل،اقترب موعد الإفطار"، ثم يعيد إليه الوثائق موضحا أن الأشخاص الذين يرتادون الأماكن المنعزلة، عادة ما يتورطون في المخدرات والسرقة. أشار نائب قائد فرقة سيدي مني إلى "أن وقت الإفطار يعد مناسبا بالنسبة للمنحرفين لتجارة المخدرات، بسبب خلو الشوارع واهتمام الناس بتناول وجباتهم أو بالذهاب إلى المساجد، حيث يعمد هؤلاء إلى تنفيذ صفقاتهم مع اقتراب آذان المغرب أو خلال انشغال الجميع بتناول وجباتهم". ويضيف أن مصالحه تعمد إلى القيام بدورات تفتيشية يوميا قبل وخلال موعد الإفطار، في محاولة لردع هؤلاء المنحرفين الذين لم يتوانوا عن مواصلة نشاطهم الإجرامي حتى في شهر الصيام. الساعة تقترب من السابعة والربع، شوارع تكاد تخلو من المواطنين. دورة التفتيش تستمر على مستوى مركب الرمال الذهبية،توقفنا بسد نصف دائم تقيمه مصالح درك زرالدة. "العمل يستمر قبل، أثناء وبعد الإفطار"، يقول قائد فرقة الدرك بزرالدة، ثم واصلنا المسير باتجاه منطقة سيدي منيف حيث المستثمرات الفلاحية منتشرة، وهنا يؤكد نائب قائد فرقة سيدي منيف أن هذه المستثمرات كثيرا ما تتعرض للنهب أثناء موعد الإفطار، حيث يستغل اللصوص الظرف لسرقة المواشي. عدنا إلى مقر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بزرالدة، في تمام الساعة السابعة و18 دقيقة، وهو موعد الإفطار من أجل تناول وجبة خفيفة ومواصلة المهمة. وفي ظرف قياسي، أتم عناصر الكتيبة إفطارهم وتوجه كل إلى مهامه، وتوجهنا بدورنا لمواصلة مهامنا التي قادتنا إلى مختلف شوارع إقليم زرالدة والطرق المؤدية للعاصمة، حيث لفت انتباهنا التغطية الأمنية التي وفرتها قيادة الدرك الوطني خلال الشهر الفضيل والتي دفعت بالمواطنين إلى الخروج والسهر ليلا حتى أوقات متأخرة