مفارقة عجيبة تلك التي يسجلها رمضان 2009، إذ ولأول مرة يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من الليمون سعر جميع الخضر والفواكه، وحتى اللحوم، ولقد تجاوز سعره عتبة 350 دج، ليصل في الأسبوع الماضي بمحلات شارع علي لابوانت بالعاصمة 450 دج للكيلوغرام الواحد، وهو الأمر الذي جعل من مادة "القارص" حديث العام والخاص هذه السنة بعد أن كانت "الكوسا" تصنع الحدث خلال سنوات رمضان الماضية. ويزداد الطلب على الليمون في شهر رمضان نظرا للإقبال الكبير عليه واستخدامه على وجه الخصوص في تتبيل الشوربة، الطبق الرئيسي على المائدة الرمضانية، و"البوراك"، وهو ما لا يستغني عنه الكثير من الجزائريين، أمثال "وهيبة" التي تقول إن ارتفاع سعر الليمون حرمها هذا العام من شرائه بالطريقة التي اعتادت عليها لسنوات مرت، إذ تحرص بتقشف خاص هذا العام على اقتناء حبة ليمون كل يومين أو 3 أيام، مقابل مبلغ يتراوح بين 40 و60 دج للحبة، حسب الميزان. تذمر كبير إذن سجلناه وسط المواطنين الذين أبدوا استياءهم من ارتفاع سعر الليمون، إذ عبّر محمد رب عائلة عن اندهاشه عندما وجد سعر اللحوم البيضاء يقدر ب 270 دج للكيلوغرام الواحد، في حين بلغ سعر الليمون 350دج، وهو كما يقول أمر لا يحدث إلا بالجزائر، كما صرح بأنه مستعد لشراء الموز والتفاح والعنب ولن يشتري "القارص". وأخبرنا "أمين" 20 سنة، عن تعرض أحد جيرانه في الحي الذي يقطن فيه للسرقة والسطو على شجرة الليمون المتواجدة في حديقة منزله من طرف شباب الحي الذين يقومون بسرقة الليمون وبيعه بالأسواق، وهو ما حوّل هذه الشجرة إلى مصدر رزق هؤلاء اللصوص خلال الشهر الكريم. وعن ارتفاع هذه الأسعار التي يجهل سببها المواطن البسيط، عللت الجهات الرسمية ممثلة في الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ذلك، بأن منتوج الحمضيات كان ضعيفا جدا هذه السنة بسبب تساقط البرد في الربيع الفارط، وأن الأمطار القوية والبرودة القاسية أثرت على منتوج الحمضيات، وهو ما نتج عنه تراجع المنتوجات، ومن ثم نقص العرض في السوق، الأمر الذي خلق المضاربة في إنتاج الليمون. وبالرغم من استيراد الليمون بكميات هائلة من الخارج من أجل تغطية العجز المسجل في الأسواق، إلا أن سعره لم ينزل بعد تحت 300 دج، وهو ما حرم الجزائريين من تناوله بالشكل الطبيعي المعتاد، كما تقول السيدة "فضيلة" التي صرحت بأنها تشتهي صنع طورطة الليمون والشاربات المنزلي، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب عجزها عن شراء الليمون، وتتمنى محدثتنا تحقيق ما تصبو إليه قبل انقضاء شهر رمضان، آملة انخفاض الأسعار، وهو على ما يبدو أمل كل من يقرأ هذا الموضوع.