أكد الباحث الأكاديمي المتخصص في علم الآثار "عريفي لياس"، أول أمس، في مداخلة له أن الباحثين لم يستطيعوا لحد الآن تحديد موقع واضح للمدينة القديمة "إيكوزيوم"، وكل ما تحصلوا عليه هو بعض الآثار في مناطق متفرقة تعود إلى تلك الفترة المتمثلة في العهد الروماني. وقد جاء التدخل بمناسبة الاحتفال السنوي الذي يقيمه قصر رؤساء البحر لتخليد القصبة وآثارها خصوصا القصبة السفلى التي اختفت تماما بعد تدميرها من طرف الاستعمار الفرنسي بعد احتلاله للجزائر والتي لم يبق منها سوى قصر رؤساء البحر بحصن 23 شاهدا على حضارة مدينة عريقة كالقصبة. وفي هذا الإطار، قدم الباحث "عريفي لياس" عرضا عن أهم الاكتشافات الأثرية التي عرفتها القصبة السفلى في السنوات الماضية، حيث كان آخرها الاكتشاف المذهل لموقع تاريخي بساحة الشهداء في الأشهر القليلة الماضية، وقد تم ذلك بعد إبلاغ الشركة المسؤولة عن ميترو الجزائر عن اشتباهها بوجود حفريات بالمنطقة تصل إلى عمق متر ونصف وبعد عدة تدخلات، تم اكتشاف أربعة أفران تعود إلى القرون الوسطى وهو ما اعتبر مؤشرا على أن المنطقة كانت سوقا للحرف اليدوية، وتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، "زنقة الصياغة"، "زنقة النحاس" و"زنقة المقايسة". كما تم اكتشاف حوالي 5 أو 6 آبار بعمق 30 إلى 32 مترا في نفس المنطقة. وقد أشار الباحث إلى أن السلطات لم تحدد بعد مصير الموقع خصوصا وأن شركة ميترو الجزائر في حاجة إليه. كما تناول الأستاذ عريفي حالة أخرى والمتمثلة في موقع "لالاهم" المتواجد بين شارع باب الوادي وشارع أول نوفمبر، حيث تم العثور على حفريات بالصدفة بعد اكتشافها من طرف إحدى الشركات التي تقوم بالحفر. والأغرب أن الموقع كان يغوص في الأرض ب 80سم فقط، وبعد عدة أبحاث أجريت على قطعة الموزاييك الموجودة ومقارنتها تم الاستنتاج أن البيت الذي يحتوي على القطعة يعود إلى العهد الروماني وتحديدا إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع ميلادي. كما أشار الباحث إلى صعوبة البحث في مواقع مماثلة بسبب تواجدها في أحياء شعبية مليئة بالسكان مما يجعل حمايتها من التخريب أمرا مستحيلا.