لم تعد الشجارات التي تحصل بين الأطفال في مجتمعنا كسابقاتها في الماضي، أين كان يتدخل أحد الآباء أو الأمهات ليعطي كلا الطفلين "علقة" تجعلهما يندمان عن اليوم الذي اختصما فيه، بل تحوّلت مع الأسف إلى عراك بين أسر وعائلات بكاملها تستعمل فيها مختلف الأسلحة، والحمد لله أن هذه الأسر لا تملك أسلحة محرمة دوليا، فالإحصائيات الجديدة والأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام تجعل من الوضع ليس كارثيا فحسب بل مصيبة جسيمة، بعدما صارت الشجارات بين فردين أو طفلين أو أبناء الجيران تتحوّل إلى "غزوة قبائل" وحرب بين أسر بكاملها، لتنتقل إلى حرب بين عروش وقبائل، تستدعي تدخل فرق الدرك والأمن وحتى الوالي شخصيا، كما حدث في منطقة مڤرة بالمسيلة وولاية تبسة أين أدى عراك بين شابين من عائلتين مختلفتين إلى حرب طاحنة بين العروش والعائلات، استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء والحجارة وأدخلت أكثر من خمسة عشر فردا إلى المستشفى، أحدهم في حالة خطيرة. أمام وضع كهذا، لا يسعنا سوى القول إننا أمام عصر جديد للجاهلية الأولى، أو نحن على الأقل في الطريق إليها، حيث سيؤدي عراك بين طفلين بسبب لعبة إلى سبي النساء والولدان ونحر الرجال والفرسان، وتخريب القرى والمدن. وربما سيكون الاختلاف الوحيد بين جاهليتنا الحديثة والجاهلية الأولى، أن العرب لم يصلهم بعد الإسلام الذي حرم مثل هذه الأمور المقيتة، بينما نحن وصلنا منذ أربع عشرة قرنا خلت. هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته