اعتبرت الأديبة والشاعرة ربيعة جلطي، أن أحداث أكتوبر 1988 أخذت نصيبها ومكانها في الأدب الجزائري، مثلها مثل أحداث كثيرة مرت بها الجزائر منذ الثورة إلى يومنا هذا، بدليل عدد الكتابات الأدبية التي تطرقت إلى انتفاضة أكتوبر والأدباء الجزائريين الذين فضلوا أن لا تمر مرحلة هامة من مرحلة الجزائر بصمت. محمد دلومي وقالت ربيعة جلطي في تصريح خصت به "الأمة العربية"، أن أكتوبر كان محطة أولى لسلسلة من التغيرات السياسية والاجتماعية، موضحة أنه كان بداية أيضا "لانزلاقات" حصلت في ميادين عدة سواء السياسية، أو الاقتصادية وحتى الحرية الاعلامية، ولم تستثن الشاعرة الأدب من هذه الإنزلاقات" ، وعن قراءتها لأحداث أكتوبر قالت جلطي أن قدرتنا على الحلم والتخيل كبيرة جدا، ولولا ذلك لما كانت الثورة التي كانت من قبل حلم وتخيل فقط، موضحة أنه كان لنا حلم بالثورة، وبعد الاستقلال كان لنا حلم بالثورة الإشتراكية، لكن بعد ذلك تضيف الشاعرة وصلنا إلى أفق مسدود، وحين يفقد الجزائريون الحلم يخرجون إلى الشارع أو يرمون بأنفسهم إلى البحر. واعتبرت صاحبة " تضاريس وجه غير باريسي " أنها لا تؤمن بهذه الآلية التي تقع بين الأدب والواقع السياسي والاجتماعي موضحة أنها تؤمن بتخمر صور التخيل الفكري للتحدث إلى مخيال حقيقي للمرحلة، مردفة بالقول أنه بعد 21 سنة هناك بعض الانفتاقات الأدبية التي تناولت أحداث أكتوبر معطية أمثلة على ذلك مثل رواية "غرفة العذراء" لأمين الزاوي التي تنطلق بدايتها من أحداث أكتوبر، والأمر نفسه بالنسبة لبوجدرة الذي تناول انتفاضة أكتوبر في إحدى رواياته، كما تناول عاشور فني أكتوبر في الكثير من أشعاره مثله مثل عز الدين ميهوبي الذي لم يترك أكتوبر يمر دون أن يتناوله أدبيا، وأوضحت ربيعة جلطي فكرة تقول عنها أنها أساسية تؤمن بها وهي الآلية التي تفترض أن تكون فيما سمي "بالأدب الاستعجالي معتبرة أن ثمة شعور خلقه النقد من أنه من غير اللائق كل هذا الكم من الكتابات الأدبية في تلك المرحلة، لتضيف جلطي فكرة أخرى حين تؤكد أن ما يكتب الآن حول العشرية السوداء " له من الأدب من شروط فنية وجمالية "، و بعد مضي أكثر من عقدين على أحداث أكتوبر تؤكد صاحبة " حجر حائر " أنه لا يمكن أن نحكم على أن التغيرات التي أتى بها أكتوبر كانت سلبية بالمطلق.