في الوقت الذي لم تجف فيه دماء المدنيين العزل في مختلف دول العالم ، بسبب الاحتلال الأمريكي وضربه بكل قوة مناطق آهلة بالسكان، لا سيما في أفغانستان، العراق، السودان وغيرها من الدول الأخرى، يقلد الرئيس الأمريكى باراك أوباما " وساما للسلام" حيث فاز أمس، بجائزة نوبل لعام 2009 ، من بين 205 مرشحين لنيل الجائزة هذا العام ، من بينهم رئيس وزراء زيمبابوى وعدد من الشخصيات الصينية المعارضة. فى حادثة لم تكن متوقعة بسبب الفترة القصيرة التى قضاها فى منصبه كرئيس لدولة حتى الآن. حيث لم يمض عام على مدة حكمه منذ توليه الرئاسة في البيت الأبيض في جانفي الماضي . وحسب ما جاء في بيان للجنة النرويجية التي منحت الرئيس الأمريكي جائزة نوبل للسلام أمس، أن أوباما عزز الدبلوماسية الدولية "أملا في مستقبل أفضل" من خلال سعيه لأجل السلام ودعوته لخفض الأسلحة النووية. في حين أن إسرائيل أكبر حليف لواشنطن، والتي أكد بشأنها أوباما خلال خطابه التاريخي الموجه للعالم الإسلامي من القاهرة بأن أمريكا لن تفرط في أمن إسرائيل ، تستحوذ على أكبر مخزون للأسلحة النووية في العالم وتحت مباركة وحماية أمريكية، بينما تهدد إدارة اوباما إيران بفرض عقوبات عليها، في حالة ما إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي، رغم أن طهران أكدت مرارا ومن المنابر الدولية أن هذا البرنامج هو لأغراض سلمية . فضلا عن كونه حقا لكل دول العالم . أوباما يفوز ب "جائزة نوبل للسلام " نظرا لمنحه شعوب العالم الأمل في مستقبل أفضل، حسب ما أوضحته اللجنة في حيثيات الجائزة، وهو الفوز الذي جاء بعد أقل من تسعة أشهر من توليه الرئاسة، في حين أن عملية السلام المزعوم في الأرض المحتلة بين الفلسطينيين واليهود لم تتحقق، بل ضاعفت حكومة إسرائيل المتطرفة التي يرأسها نتنياهو، من همجيتها ، ولعل العدوان الأخير على قطاع غزة الذي استخدم فيه الآليات العسكرية " أمريكية الصنع " وكذا الأسلحة المحظورة دوليا، على مدننين عزل معظمهم من النساء والأطفال، ناهيك عن تدمير البنى التحتية للقطاع تدميرا كليا وهو العدوان الإسرائيلي الذي جاء في الوقت الذي فاز فيه أوباما في الانتخابات الرئاسية، خير شاهد على " السلام "الذي ينادي به باراك أوباما ويسعى لتحقيقه في الشرق الأوسط . فضلا عن أن إدارته فرضت على سوريا عقوبات، عقابا لها على " تجرئها " للانضمام إلى محور الممانعة الذي يضم إيران وتركيا . وأوضحت لجنة جائزة نوبل للسلام، حول جائزة عام 2009 أنها قررت منح الجائزة للرئيس الأمربكى باراك أوباما نظرا" لجهوده البارزة فى دعم النهج الدبلوماسى على المستوى الدولى وكذا سعيه لنشر السلام بين الشعوب". حسب ما جاء في بيان اللجنة . بينما تقصف طائراته الحربية، المساعدات الإنسانية وتبيدها عن كاملها، بذريعة مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره ، مثلما حدث في السودان عندما كشفت وسائل إعلامية غربية عن قيام الطيران الإسرائيلي وكذا الطيران الأمريكي بقصف قافلة إنسانية ، على حدود السودان وقتل جميع من كان فيها، بذريعة أنها كانت تنقل أسلحة إلى المقاومة الفلسطينية في غزة . أوباما يحصل على جائزة نوبل للسلام ، بينما يحتل الجيش الأمريكي المدعوم من طرف حكومة كابول، أفغانستان تحت مظلة محاربة طالبان، اذ تقصف طائراته العسكرية المتطورة ، مستخدمة أسلحة محظورة دوليا مناطق آهلة بالمدنيين، حيث تقوم طائرات التجسس الأمريكية باستهداف المدنيين العزل وقصف قراهم في أحدث اعتداء من نوعه للطائرات الأمريكية، بذريعة أن داخلها إسلاميين مسلحين متعاطفين مع حركة طالبان.رغم علمها أنها تقصف المدنيين، إذ استهدفت الطائرات الأمريكية عدة مرات مدنيين عزل و قتلت المئات منهم، مثلما اعتادت على قتل المدنيين في المنطقة العشائرية الباكستانية بحجة ملاحقة المسلحين، في حين أن باراك أعلن مرارا في خطابه من منبر تركيا وكذا من منبر مصر، أن بلاده ليست في حرب مع العالم الإسلامي . كما أن القدس يتعرض إلى حملة شرسة من طرف متطرفين يهود ، تحت حماية الأمن والجيش الإسرائيلي المدعوم من طرف أمريكا، الذي يمنع المصلين الفلسطينيين من دخول الأقصى لتأدية الصلاة ، حيث ضربت إسرائيل كل الأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط ، ناهيك عن مضيها قدما في بناء المستوطنات على أنقاض البيوت الفلسطينية التي دمرتها الآلة الهمجية الصهيونية، رغم معارضة واشنطن لهذه المستوطنات . معتبرة إياها أنها تعرقل عملية السلام المزعوم ، والأدهى من هذا كله تقرير القاضي " غولدستون " الذي لم تمنعه أصوله اليهودية ، من الاعتراف بأن إسرائيل اقترفت مجازر رهيبة في غزة، لم يشهد لها التاريخ مثيلا، رغم تعرضه لضغوطات حسب تصريحاته التي أدلى بها لمختلف وسائل الإعلام الدولية من أجل سحب تقريره ، إلا أن الولاياتالمتحدة، استخدمت نفوذها كالعادة للضغط من أجل تعليق " تقرير غولدستون " الذي يفضح قادة إسرائيل من خلال ارتكابهم جرائم حرب في القطاع ، ليتوج رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما "بوسام السلام "، اعترافا له لما ارتكبته قوات الحلف، التي تتزعمه أمريكا في العالم من مجازر رهيبة .