تحت شعار "جيش عصري وفعال" الذي يعبر عن الهدف الأساسي الذي يسعى إليه الجميع في المؤسسة العسكرية الجزائرية، أوجزت مجلة الجيش في عددها الأخير ملف الحصيلة والآفاق الذي أنهت به مؤسسة الجيش الوطني الشعبي عام 2008، والتي تترجم في مجملها مسار العصرنة للقوات المسلحة والاحترافية التي يصبو إليها بصفة تدريجية. وتطرقت المجلة في عرض الحصيلة الحافلة بالانجازات إلى 5 محاور رئيسية، تشمل تنفيذ مخططات وبرامج التحضير القتالي لمختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي والنشاطات المكثفة المتعلقة بالتعاون وتبادل الزيارات بين وفود عسكرية على مستويات عليا، علاوة على تنفيذ التمارين والمناورات المشتركة مع جيوش الدول الصديقة وتعميق التعاون متعدد الأشكال في إطار مبادرة 5+5 دفاع، والحوار المتوسطي لحلف الشمال الأطلسي، وتمتين التعاون الفعال بين الدول الإفريقية بهدف مكافحة كل أشكال الجريمة وخاصة عبر المناطق الحدودية. كما أدرجت المجلة ضمن الإنجازات الهامة للمؤسسة العسكرية خلال 2008، القرار التاريخي للقيادة العليا القاضي بإعادة فتح مدارس أشبال الأمة، بالإضافة إلى المجهودات الرامية إلى عصرنة وسائل الإتصال الداخلية والخارجية، والمساهمة الفعالة لوحدات الجيش الوطني الشعبي في تسيير الكوارث الطبيعية. وتضمّن العدد حوارا مع السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أكد فيه بأن الجيش الجزائري أثبت درجة عالية من الاحترافية، وأبرز أهمية القرارات المتضمنة في الميثاق الإفريقي لعدم الاعتداء والدفاع المشترك، وخاصة تلك المتعلقة بإنشاء قوة إفريقية جاهزة في غضون 2010 والتي تكمن مهامها في التدخل السريع للتحكم في النزاعات وتسييرها في القارة الإفريقية. وهي القررات التي ثمنتها افتتاحية المجلة وأبرزت مغزاها وأهميتها في معالجة الأسباب الكامنة وراء الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي لازالت تعاني منه القارة، بفعل التوترات والنزاعات. وعادت المجلة لتذكر بالعمليات التضامنية الكبيرة التي قادها الجيش الوطني الشعبي خلال تدخله لإنقاذ ضحايا فيضانات الفاتح أكتوبر بغرداية، وكذا جهوده المتواصلة في تقديم العون والدعم للسكان المتضررين ومحو آثار الخسائر المادية التي خلفتها الكارثة، والتي سمحت بإعادة الحياة إلى سكان الولاية في ظرف قياسي. كما تضمن العدد ملفا خاصا بنشاط وحدات حرس الحدود، وجهودهم الكبيرة المبذولة في ميدان مطاردة المهربين ليلا، وموضوعا وافيا حول داء السيدا وتهديده للأمن الدولي، ومقالات أخرى تناولت مواضيع علمية وبيئية.