أبدى سكان وقاطنو منطقة فيض المهري، التابعة إقليميا لبلدية المزرعة بولاية تبسة، استياءهم وتذمرهم من الوضعية الصعبة التي تميز يومياتهم المثقلة بالمتاعب، التي يصنعها هاجس انعدام الكهرباء رغم إحاطتهم بالشبكة الكهربائية التي استفاد منها الكثير من سكان القرى المجاورة حسب ما أكده سكان المنطقة والمقدر عددهم ب 40 عائلة. أهل فيض المهري في أمسّ الحاجة للكهرباء لتوفير المياه من الآبار لسقي المحاصيل كونهم يعتمدون على الاراضي الفلاحية والزراعية لكسب قوتهم هذا من جهة، والرغبة في الالتحاق بركب التحضر والتمدن من جهة آخرى، فهم محرومون من ادنى مظاهر التحضر والتمدن وابسط وسائل الراحة والتسلية، في ظل غياب الانارة والاجهزة الكهربائية كالثلاجات والتلفزيون والراديو وغيرها من الالات التي لا نستطيع الاستغناء عنها، فانقطاع الكهرباء لسويعات يعطيك احساسا بانقطاعك عن الحياة، فما بالك بغيابها بشكل كلي. معاناة المهري لا تتوقف على الحرمان من الكهرباء فحسب، بل تتعداها الى مصاعب أخرى تنغص حياتهم وتعيق يومياتهم، كمشكلة النقل وقلة وسائله او انعدامها في أحيان كثيرة، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يضطرون للمشي مسافات طويلة في ظروف مناخية صعبة وقاسية تتقاطع فيها كل أنواع المعاناة، بالخصوص في فصل الشتاء، الامر الذي اثر سلبا على دراستهم بسبب التاخر والغياب، وهذا ما يضطر بعضهم للتفكير في التوقف عن الدراسة، وذلك بسبب اهتراء الطريق التي تبعد 11 كلم عن المنطقة وعدم صلاحيتها وانقطاعها في عدة مناطق، مما زاد من حجم المعاناة وعزلة المكان. "الأمة العربية" وقفت على صور متعدّدة لهذه المعاناة في زيارة ميدانية قمنا بها للمنطقة، التي ناشد سكانها كل الجهات بدءا برئيس الجمهورية والوزير الأول ووالي الولاية والذين يتمنون أن يقوم أعضاء من المجلس الشعبي الولائي بزيارتهم، ليروا ويعايشوا بأنفسهم المعاناة التي تتخبط فيها عائلات روابحية، فارح، بوعكاز، بوشكوية، مزيوة، ضيف،غريبي، صدار وغيرهم، والذين من حقهم العيش بتوفير الحد الادنى من المرافق الضرورية كباقي مواطني ولاية تبسة.