انطلقت مبادرة إعلامية يقودها بعض الإعلاميين العرب من أجل ما يسمى " الصلح " بين الجزائر ومصر، المبادرة التي يقودها مقدم حصة "صدى الملاعب"على قناة ال"أن بي سي" مصطفى الأغا وإن كانت في ظاهرها إنسانية وشريفة، إلا أن خلفياتها تدعو إلى طرح أسئلة كثيرة ، لعل أبرزها لماذا الآن ؟ ولأن الأمر يتعلق بالجزائر فعلى كل جزائري شريف أن يطرح سؤال على مصطفى الأغا وكل من دعا إلى هذه المبادرة دون تشكيك في النوايا، لماذا لم يقم هؤلاء بهذه المبادرة قبل دورة كاس إفريقيا في أنغولا ..؟ أو لماذا لم يبادر المبادرون بمبادرة الإصلاح بعد أحداث القاهرة ومباراة السودان ..؟ كي يصبح للمبادرة مصداقية وقبول لدى الشعب الجزائري، الجواب بسيط ولا يحتاج لكثير من الجهد لنجد الإجابة لأن مصر نالت مرادها وفازت بكاس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي ولا يهم كيف حصلت عليه ولا نريد أن نحكي عن لعبة الكواليس التي تتقنها مصر بامتياز ولا يريد الأغا وجماعته التطرق إليها، لكن ما يهمنا أن المبادرة تحركها أياد مصرية، تريد استعمال الأغا بعلمه أو من دون علمه ليمد جسور المودة التي لم تكن موجودة كما يريد إقناعنا البعض ولا مجال للدخول في دهاليز التاريخ حتى نخرج من إطار المبادرة الرامية إلى ما يعتقده البعض ّ إصلاح بين بلدين شقيقين "، مصطفى الأغا في حصته ليلة الثلاثاء، أكد أن الخلاف صنعته وسائل الإعلام في كلا البلدين، واضعا وسائل إعلام مصرية ثقيلة في نفس الكفة مع وسائل إعلامية جزائرية ليست سوى جرائد، وواقع الحال كان على الأغا ومن يقف خلفه من الداعين إلى المبادرة أن يتحدثوا بموضوعية حتى تجد مبادرتهم صدى لأن الكل يعرف أن الخلاف كان سياسيا صنعته السلطة في مصر لتحقيق شأن داخلي، وإيصال أولاد " الفرعون " إلى قصر عبدين لا أكثر ولا اقل وهاهو النظام المصري اليوم بعدما حقق مراده بتتويج بلاده وخلق فكرة أن هذا النجاح صنعه علاء مبارك من أجل تعبيد الطريق أمام الولد لحكم مصر، يحاول لملمة الشرخ والانكسار والفجوة العميقة التي أحدثها بينه وبين الشعب الجزائري، وان كان مصطفى الأغا ومن دعا معه إلى هذه المبادرة تجاهلوا عمدا تصريحات رسميين مصريين وإهانتهم للجزائر وللشهداء وعلى رأسهم " الوغد " علاء مبارك ، ويتحدثون فقط عن خلاف رياضي، فليتأكد الأغا ومن دفعه لهذه المبادرة أن هذه المبادرة مآلها الفشل وإن كان النظام المصري يريد أن يمد جسور المودة بينه وبين الجزائر من أجل مصالح اقتصادية، فعليهم أن يتأكدوا أن الشعب الجزائري لن يسامح ولن يغفر، وبين هذا وذاك، على الأغا وكل الشلة التي جمعها معه من أجل تطوير المبادرة أن يدرك أن شعار الأخوة والمحبة والعروبة والتاريخ لا تبني العلاقات بين الدول لأن الأساس في العلاقات الدولية هي المصالح، والجزائر تعرف مصلحتها جيدا والأكيد أن مصلحة الجزائر ليست مع مصر في ظل نظام مبارك والأولاد المشاغبين وفي الأخير نقولها للأغا اقبض الثمن من الذين دفعوك لهذه المبادرة ، واخبرهم أنها فاشلة، لأن الشعب الجزائري مهما امتدت به السنون لن يسامح ولن يغفر، أما مبادرتك ومن معك " فبلوها في وادي النيل وأشربوا ميتها " على رأي الفراعنة كما يريد أن يسميهم العالم مع احترامي للشعب الفقير في مصر والصالحين فيهم وما أقلهم .