نظمت أمس جمعية مشعل الشهيد بفندق السفير لقاء رمزي لفائدة المربيين التربويين لأبناء الشهداء حيث حضرت شخصيات عديدة من مجاهدين و أبناء الشهداء وشخصيات قيادية ،ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسي تواتي وشخصيات من المجتمع المدني ، وهذا وكرمت الجمعية الكاتب المجاهد عبد الرحمان ناصر صاحب الكتاب "أطفال الحدود"الذي أكد من جهته أن الثورة الجزائرية لم تقتصر فقط علي الرجال و النساء بل شملت حتى الأطفال الذين وجدو أنفسهم كلاجئين علي الحدود الغربيةوالشرقية للبلاد هربا من بطش الاستعمار. و تجدر الإشارة إلى أن المجاهد عبد الرحمان ناصر كان من الأوائل من اهتموا بفئة الأطفال بعد الاستقلال حيث جاء بمبادرة "الجيل الجديد"وإنشاء مركز خاص لإيواء أبناء الشهداء رفقة المجاهدة جميلة بوحيرد حيث تم تكوين العديد منهم رغم قلة الإمكانيات و غياب سياسة وطنية فاعلة لكن مع وجود إرادة سياسية قوية تمكنت هذه القلة في تقديم الكثير، وهذا و أوضح صاحب الكتاب أطفال الحدود أن بحكم معيشته وسط هؤلاء الأطفال في الجهة الشرقية للبلاد فكر في تدوين معانات أبناء الشهداء في صفحات بيضاء حتى تبق راسخة في أذهان الجيل القادم و حتى يطلعوا علي حقائق تثبت أن الثورة لم تكن فقط بسلاح و الرجال بل بالكتابات و الأطفال مشير في ذات السياق إلى أن صدى هذه المراكز وصلت حتى إلي فرنسا من خلال نشرية كانت تصدر في المراكز و توزع في السجون الفرنسية بطريقة سرية ومن جهة أخرى أكد صالح رحماني المكلف بإدارة مراكز أبناء الشهداء أن الدولة الجزائرية تكفلت بعد الاستقلال مباشرة بمختلف القضايا التي تخص أبناء وعائلات وأرامل الشهداء حيث كانت تخصص في كل مجالس وزرائها حصة لهذه الفئة . وهذا وتعتزم جمعية مشعل الشهيد إعادة طبع كتاب"أطفال الحدود للمجاهد عبد الرحمان ناصر نظرا لشهادات القيمة التي يحتويها الكتاب الذي صدر لأول مرة سنة 1980 إلي جانب إعادة الاعتبار لفئة الأطفال التي تجاهلتها الكتابات التاريخية الخاصة بالثورة التحريرية ، واعترافا بمجهودات التي قدمها المربيين التربويين خلال الثورة التحريرية كرمت الجمعية كل من المجاهدة صليحة قايد و المجاهدة سنوسي .