حياة المواطنين في خطر والوالي جلاوي مطالب بالتدخل الفوري كارثة حقيقية وشيكة قد تحوّل مدينة وهران إلى رماد بنفس سيناريو انفجار بيروت، بسبب إقدام مستفيدين من قطع أراضي ببلدية بئر الجير في وضح النهار على أشغال الحفر تحت القناة الرئيسية الناقلة للغاز مموّنة لكل من الكرمة، شطيبو، السانيا ومناطق أخرى في تجاهل تام من السلطات المحلية لمصير مرتقب الحدوث. يشدّ انتباه مواطنو بلدية بئر الجير هذه الأيام أشغال الحفر بمساحات كبيرة بمحاذاة إقامة الغولف المحاذية لإقامة حسناوي، مقابل المركز التجاري أرديس، أين تم تقسيم المساحة الأرضية المتبقية من هذه الترقية العقارية وبيعها على شكل قطع أراضي، حيث وصل سعر المتر المربع الواحد الخاص بالأرضية المتواجدة على حافة الطريق 40 مليون سنتيم، إلى هنا الأمر عادي، لكن الأخطر في كل هذا أن تباشر أشغال البناء بهذه الأرضيات فوق قناة ناقلة للغاز والحفر تحتها، أين تم تغطيتها ومداراتها لتغفيل الجهات المعنية وذلك بالتواطؤ لا محالة مع مسؤولين ضربوا قوانين البناء ومنح رخصه عرض الحائط . والغريب في الأمر هو أن المعني بالبناء عليه تقديم ملف ثقيل لمختلف الجهات المقحمة في المجال من مصالح البلدية، مؤسسة سونلغاز، الحماية المدنية وغيرها، وفي هذه الحالة كان لا بدّ من وجود تحفظات، خاصة وأن الأمر جدّ خطير ويتعلق بقناة نقل الغاز الطبيعي، ليبقى السؤال مطروحا حول دور مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز هنا . هذا الموقع والمكان المذكور سابقا أصبح قنبلة موقوتة تهدّد قاطنيه والمناطق المجاورة التي باتت على وقع انفجار متوقع جراء تلاعب حقيقي بحياة المواطنين وتحايل واضح على القوانين، يظهر جليا من خلال تغطية هذه القناة بالبلاستيك والكرتون لدسّ مراجعها والعلامة الصفراء الدالة على أنها قناة ناقلة للغاز الطبيعي، قد تحدث الكارثة في أي وقت ليتكرر سيناريو انفجار لبنانبوهران، بسبب تلاعب المصالح التقنية ومسؤولي بلدية بئر الجير وجلّ الجهات المعنية من المكلفة بدراسة الأرضية إلى المكلفة بمنح رخصة البناء وشهادة المطابقة، خاصة وأن الموقع تحاذيه وتقابله أحياء سكنية كبيرة، كما أن أشغال البناء هذه غير مسيّجة ولا تحوز على لافتة يبين من خلالها صاحب المشروع ونوعه ورقم رخصة البناء والعقد ومدة الإنجاز وغيرها، مما بات يثير الشكوك. هذا التلاعب الواضح بالقوانين والتغاضي عن خروقاتها إنما يدلّ على وجود عصابات منظمة تسعى لتشجيع حدوث الكوارث، حيث أصبحت تسمح بكل ما هو ممنوع، وترى في البناء فوق قناة ناقلة للغاز الطبيعي شيئا عاديا وتمرّر ملف صاحب المشروع مرور الكرام، ليطرح السؤال هنا عمن وراء هذا التلاعب والتحايل الظاهر للعيان، وكيف لمسؤولي بلدية بئر الجير أن يسمحوا ويشجعوا مثل هذه الخروقات الخطيرة جدّا التي تقع أمام أعينهم، في الوقت الذي يسارعون فيه لهدم بناء فوضوي الذي يطبق عليه القانون الذي يقصي ويعفي أصحاب المال والجاه الذين يتلاعبون بحياة المواطن كيفما يشاؤون، ضاربين عرض الحائط القوانين المخوّلة في هذا الشأن، بتشجيع من مافيا عششت ولا زالت تعشش على الرغم من قطع رؤوس بعضها . هذا الوضع أصبح يتطلب تدخل والي وهران عبد القادر جلاوي لفتح تحقيق معمق في السماح بالحفر تحت القناة والبناء فوقها على الرغم من أنها ناقلة للغاز وممونة لكل من الكرمة، شطيبو، السانيا وغيرها وهي مناطق أضحت على وشك انفجار حقيقي، إن لم يتدخل المسؤول الأول على الولاية ويوقف مهزلة البناء هذه ويحاسب المتورطين في التلاعب بحياة المواطنين تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون . ب.ن