اشتكى العديد من مربو الدواجن بولاية سيدي بلعباس من ندرة الأعلاف وغلائها، التي أصبحت تتكرر كلما حل فصل الشتاء، ما كبدهم خسائر مالية معتبرة، موجهين أصابع الاتهام إلى المضاربين الذين يستثمرون في مثل هذه الأوضاع طلبا للربح السريع. وكشف العديد من المربون في شعبة الدواجن عبر تراب الولاية ليومية "الوطني"، بأن ارتفاع سعر الصوجا الذي بلغ ثمنها 7000 دج للقنطار الواحد جعلهم يلوحون بالإفلاس، كما أضافوا بأن هذا المشكل لا يكون إلا في فصل الشتاء، عندما تكون ظروف تخزينها مواتية ومتاحة للتجار والمضاربين ،وهو الأمر الذي جعلهم بتكبّدون مصاعب كبيرة لاقتناء هذه المادة، معبّرين في نفس الوقت عن تذمرهم من الصمت اللامبرّر من طرف السلطات المحلية الملزمة بالتدخّل لوقف التجاوزات التي تخدم مصالح سماسرة وبارونات الأعلاف أو الموالين المزيّفين الذين أحكموا سيطرتهم على منابع توزيع الأعلاف التي باتت مصدر ثراء لهم وبيعها بأثمان مرتفعة مع تواطؤ بعض الجهات، حيث يقوم السماسرة بشراء كميات من الأعلاف بثمنها الاصلي الذي يقدر ب 1900 دج وبيعها في السوق السوداء بأكثر من 3000 دج مستغلين الوضع الصحي الذي تمر به البلاد، في حين يصدم الموال الحقيقي بغياب حصته من العلف التي يستفيد منها مرة كل سنة بمبرّرات واهية فيشتريها من السوق السوداء، في ظل غياب الرقابة من المديرية الوصية خاصة في التوزيع الغير العادل ومشاركتهم للموالين الحقيقيين في حصص الأعلاف وهو ما يضطرهم للتوجه نحو السوق السوداء التي يتحكم فيها سماسرة يرفعون بورصة الأسعار بمزاجهم. وفي ذات السياق، أرجع لنا أحد المربين في شعبة الدواجن ببلدية زروالة، بأن ارتفاع أسعار الأعلاف مرده إلى خفض حصة القمح الصلب واللين لعدد من المطاحن، مما شكّل ندرة في مادة النخالة والصوجا، وهو ما انجر عنه ارتفاع في أسعار هذه المادة ولحقت بها بقية الأعلاف الخاصة بالمواشي والدواجن، من طرف بعض المستوردين الذين يتحكمون في الأسعار دون أي رقابة، مطالبا في نفس الوقت من الجهات المعنية، بتدارك الوضع والبحث عن حل لهذه الأزمة التي ستتضاعف إذا لم يتم إيجاد مخرج لها خلال هذه الأيام، كما طالب أيضا بضرورة فتح تحقيق حول قوائم المستفيدين من خلال تكليف لجنة مختلطة لتطهير القوائم، وكذا معاقبة الجهات المتواطئة مع بعض الموالين المزيّفين الذين يتاجرون في السوق السوداء ويبيعون الأعلاف مثل ما شاؤوا وبالسعر الذي يرغبون فيه وفي رده على مشكل غياب هذه المادة أكد رئيس شعبة تربية الدواجن بالولاية، أن سبب ندرة وغلاء الأعلاف، يعود إلى استيلاء الخواص على سوق مادة الصوجا وعدم توفر الدعم الكافي من الجهات المعنية بالأمر التي تشكل نقطة محورية في مشاكل مربي الدواجن في هذا الملف.