كشفت مصادر مقربة من المركز الوطني للإعلام والإحصاء التابع للمديرية العامة للجمارك، أن الجزائر استوردت ما قيمته مليار ونصف مليار أورو من السيارات الجديدة، أي ما يعادل320 ألف سيارة خلال سنتين، وهو ما يمثّل ارتفاعا هائلا يقدّر بحوالي 250 مليار دينار جزائري مقارنة مع 76 مليار جزائري في الفترة نفسها من سنة 2006 و 100 مليار بالنسبة للسنة لسنة 2007. وقد تم استيراد ما يزيد عن 180 ألف سيارة للاستعمال التجاري، و 140 ألف للاستعمال الخاص. و للسنة الثالثة على التوالي اكتسحت الشركة الفرنسية لصناعة السيارات "رونو" السوق الجزائري الذي كانت تسيطر عليه "بيجو" في السنوات الماضية، وذلك باستيراد الجزائر لأكثر من 25 ألف سيارة "رونو" مقابل 20 ألف من طراز "بيجو". ورغم أن صانعة السيارات اليابانية تويوتا حصلت على الرتبة الثالثة، فإنها ظلت راكدة في نسبة زيادة ب 120 في المائة بالنسبة للفترة نفسها من السنة الماضية، يذكر أن تويوتا كانت أكثر السيارات مبيعا في الجزائر في السداسي الأول من هذه السنة، تتبعها نيسان، ثم رونو و بيجو الفرنسيتين، ثم فورد، وميستوبيشي، وكيا. وكانت وزارة الصناعة وترقية الاستثمارات، قد سعت لتكون الجزائر منتجاً للسيارات، مؤكدةً إلى أن الحكومة وضعت مجموعة من الإجراءات التي تسهل قيام عمليات شراكة بين متعاملين محليين وشركات صناعة السيارات العالمية لإنشاء وحدات إنتاجية بالجزائر. وتعد الجزائر أكبر سوق للسيارات في شمال إفريقيا، حيث نما هذا السوق بنسبة 30 بالمائة خلال العام الماضي باستقبالها لحوالي 150 ألف سيارة، ما شجع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على التفكير بالاستثمار في صناعة السيارات داخل الجزائر، خاصة بعد تقارير أشارت إلى أن سوق السيارات الجزائرية يمكنها توفير حوالي ثلاثة آلاف وظيفة، وإمكانية ارتفاع هذا العدد خلال الأعوام الخمسة القادمة. وقد أبدت شركات "رينو" ،"بيجو" ،"تويوتا" و"فولكس فاغن" في وقت سابق، اهتمامها بالاستثمار في الجزائر، كما تسعى الحكومة إلى افتتاح وحدات لإنتاج قطع غيار السيارات وأخرى خاصة بعجلات السيارات لتخفيف الضغط على سوق الغيار و تخفيض السعر المرجعي للماركات الأصلية.