من سياسة الشكارة، إلى سياسة الدّوس على كرامة وهيبة الدولة، وعلى مرأى من العام والخاص، وداخل ملعب يعج بآلاف المناصرين، هذا ما تجسّد مساء أمس بملعب أحمد زبانة بوهران، خلال المقابلة التي جمعت فريقي مولودية وهران وشباب أهلي البرج، حيث سطع نجم اللاعب بالملاعب، والصاعد الجديد إلى حظيرة مجلس الأمة، السيناتور الطيب مهياوي، المدعو محياوي، رئيس فريق مولودية وهران، و"السناطور" الذي سبق وأن صرح أمام الملء قبيل فوزه بمقعد مجلس الأمة، أنه صاحب "الشكارة". فهذا الأخير والذي كان من المفروض أن يمثل النموذج الحقيقي لما يجب أن يكون عليه ممثلو الدولة، راح يعتدي بالضرب على أحد أعوان الشرطة، الذي طلب منه عدم الدخول إلى الملعب طبقا للقوانين الجديدة للفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، فالسيناطور محياوي أو مهياوي، لم يستسغ أن يرضخ كغيره إلى القوانين التي يخضع لها كافة أفراد شعيب الخديم، لأنه رئيس فريق كرة وعضو بمجلس الأمة، وصاحب شركات ونفوذ... والظاهر أن السيناطور، نسي ربما أنه بات يمثل الشعب الجزائري، وعادت ذاكرته إلى زمن إقامته بفرنسا، حيث يشهد له الجميع بأنه كان.. ! ونستحي أن نذكر صفته آنذاك.. أو ربّما تذكّر لحظة الإعتداء أنه يملك حصانة تمنع ملاحقته والقبض عليه، من قبل كل الأجهزة الأمنية وحتى القضائية، وما دام أن الضحية وهو شرطي، نجا بعد اعتداء السيناطور عليه من اعتداء أكبر كان سيلحق به من طرف، الحارس الشخصي لمحياوي أو مهياوي "بوديغارد"، والواقعة شهدها ألاف المتفرّجين الذين كانوا يتابعون المقابلة في الملعب، فهل يتوجّب علينا مستقبلا أن نلوم الشبان المشاغبين الذين يقطعون الطرق ويعتدون على أعوان الأمن؟ بكل تأكيد سوف تدفع مثل هذه الواقعة التي كان بطلها سيناتورا، إلى مزيد من الإنحطاط والتدني، في سلوكات شبابنا الذي شاهد وعلى المباشر كيف يعتدي كبار القوم، على القائمين على ضمان أمننا وسلامتنا.