ظاهرة غريبة هي التي بات بارونات المخدّرات المغاربة يحكمون قبضتهم بها على ترويج و تهريب المخدّرات عبر القارات ظاهرة غريبة هي التي بات بارونات المخدّرات المغاربة يحكمون قبضتهم بها على ترويج و تهريب المخدّرات عبر القارات، متّخذين من الجزائر نقطة عبور بعدما كانت بلدا مستهلكا فقط . سلّطت أولّ أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران الضّوء على أحد الملفّات الأكثر غرابة، أين قضت بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حقّ 3 متّهمين متابعين بجناية المتاجرة في المخدّرات عن طريق جماعة إجراميّة، و تهريب المهاجرين، و 10 سنوات ل 5 آخرين، عن جناية المشاركة في ترويج المخدّرات، فيما برّأت من جهتها ساحة اثنين من بينهما امرأة زوجة رئيس الشّبكة، التي استعملت طعما لتمويه مصالح الأمن، لنقل و شحن كميّات هائلة من المخدّرات المحظورة، ليبقى السّجن المؤبّد في حق 3 متواجدين في حالة فرار . إذ التمس ممثّل الحق العام أحكاما تتراوح ما بين 20 سنة والسّجن المؤبّد . محاكمة عناصر شبكة ترويج القنب الهندي عبر مختلف جهات الوطن، و التي فصل فيها في ساعة متأخّرة من ليلة أوّل أمس، تعود وقائعها إلى تاريخ 5 أكتوبر 2009 أين استغّلت فرقة مكافحة المخدّرات بالمصلحة الولائيّة للشّرطة القضائيّة بأمن ولاية وهران، معلومات مفادها وجود شخص ينحدر من ولاية "غليزان" يقطن ب دوّار النّايب" بلديّة "بوتليليس"، يدعى ( ع.ب.ع) 40 سنة، مقبل على إبرام صفقة مخدّرات . وعلى اثر هذا البلاغ، شرعت مصالح الأمن بترصّد تحرّكات المشتبه فيه، الذي انطلق يوم الوقائع على متن سيّرة من نوع "رونو كليو"، رفقة زوجته التي استفادت من البراءة، و المدعوّة ( خ.ك) 33 سنة، و كذا ابنته والمتّهم (ب.م) 38 سنة، ثمّ رجعوا عند الواحدة زوالا إلى محلّ إقامتهم، حيث تمّ توقيفهم من قبل مصالح الأمن، حيث أسفر تفتيش المركبة، عن العثور على كميّة 24 كيلوغرام من القنب الهندي، كانت محكمة التخبئة داخل البابين الخلفيّين للسيّارة . عند استنطاق المتّهم، اعترف بنشاطه في مجال المخدّرات التي يقوم بجلبها من مدينة "مغنيّة"، بعد وصولها من المغرب عبر الحدود البريّة الجزائريّة، وذلك بمعيّة زوجته التي مرافقتها له تبعد لفت انتباه مصالح الأمن و بالتّالي تمويههم، فيقوم بنقل البضاعة الممنوعة نحو وهران، و من تمّة تقوم أطراف أخرى بترويجها وسط الشّباب، فيما يتكفّل هو بنقل كميّات معتبرة نحو ولايات الوطن، و قد نجح في 20 عمليّة نقل، وصلت إلى 50 كيلوغراما من القنب الهندي نحو الوادي، غرداية، بومرداس، عنابة، خنشلة، بجاية وسعيدة . حيث كشف عن شركائه المنخرطين في الشّبكة، من بينهم صاحب الصّفقة التي أحبطتها مصالح الأمن، ويتعلّق الأمر بالمتّهم (ب.ي) 30 سنة، المنحدر من مدينة مغنيّة، الذي ضرب له موعدا لإبرام الصّفقة بنزل "الرّئيس"، الذي كان رفقته المتّهم ( ب.م) على متن سيّرة "أكسنت" و سيّارة "غولف" التي كان على متنها المتّهم (ز.ن) 33 سنة (ي.ح) و المدعوّة (ك.و) اللّذان استفادا من انتفاء وجه الدّعوى، إذ أفضى التحرّي إلى الكشف عن أسماء المموّنين الرّئيسيّين للقنب الهندي، و يتعلّق الأمر ب (ح.ي) 30 سنة القاطن بباب العسّة "تلمسان"، والذي أسفر تفتيش منزله عن العثور على كميّة 50 كيلوغرام من القنب الهندي، والمتّهم ( ح.ب) 34 سنة المتواجد في حالة فرار، ناهيك عن العثور على 27 جواز سفر أجنبي لدولة "البنغلاديش" مع مجموعة من بطاقات التّعبئة لوكالة "جيزي" ببيت المتّهم (ع.ب.ع) 40 سنة، الذي صرّح بأنّ الجوازات المضبوطة بحوزته، ظلت عنده منذ سنة 2006، وأنّها تعود لأشخاص من دولة "البنغلاديش" دخلوا الجزائر بطريقة شرعيّة، وكان يعمل رفقة المتّهم (ب.ي) 28 سنة و المتّهم (ح.ي) 30 سنة على تهريبهم نحو اسبانيا مرورا بالمغرب، إذ كان يقوم باستقبالهم المتّهم ( ح.ي) 30 سنة بمطار السّانيا الدّولي، و من تمّة ينقلهم بمعيّة شقيقيه (ح.ر) عبر الحدود إلى "مليلية"، وذلك مقابل 70 ألف دينار للشّخص الواحد، مع الاحتفاظ بجوازات السّفر. عند مثول المتّهمين أوّل أمس، أنكروا الوقائع المنسوبة إليهم جملة و تفصيلا، باستثناء المتّهم (ع.ب.ع) 40 سنة الذي اعترف بالجرم الموجّه بحقّه، مبرئا علاقة زوجته بالمخدّرات، فيما أكّد المتّهم (ب.ي) 28 سنة، علاقته بتهريب المهاجرين، نافيا إبرام صفقة المخدّرات، مؤكّدا أنّ تواجده بفندق "الرّئيس"، كان لغرض منح المتّهم (ع.ب.ع) 40 سنة مبلغ 22 مليون سنتيم كحصّة له من عمليّة تهريب أشخاص من "البنغلاديش" نحو المغرب مرورا بوهران، بعدما يوفّر له الإقامة الجيّدة بفندق "الوئام" ومن تمّة ينقلهم نحو الحدود البريّة المغربيّة .