أبدى أول أمس مواطنو منطقة رأس فالكون بعين الترك، استياءهم العميق حيال ما آلت عليه الأوضاع بمنطقتهم السياحية، بعد أن عمد مجهولون إلى حرق المفرغة العمومية الكائنة على طول الطريق السريع أمام سكناتهم، وندد هؤلاء بسياسة اللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية والولائية على حد سواء في وضع حد لمخلفات المفرغة التي باتت معضلة إيكولوجية بالدرجة الأولى، سيما بعد ارتفاع نسب المصابين بأمراض الربو ومختلف الأمراض التنفسية الأخرى استيقظ، أول أمس مئات العائلات برأس فالكون على غمامة هائلة من الدخان السام التي خيمت على سماء المنطقة، وحولتها إلى فضاء معزول عن العالم الخارجي، حيث أن حدة المشكل ازدادت من أي وقت مضى، بعد أن سجلت اختناقات عويصة وسط المواطنين، وأخطر ما في الأمر، أن هذه المفرغة، التي سبق وأن تطرقت إلى نشر موضوعها "الوطني"، أصبحت وعاء لرمي مختلف أنواع القمامة والأوساخ التي تقدر بالأطنان، ما دام أن المكان يعد وجهة " الرمي" لثلاث بلديات وعدد من المناطق الأخرى، ناهيك عن تعمد الخواص من ملاك المؤسسات الاقتصادية إلى القيام بنفس الفعل، في حين ذكر شهود عيان، أنّ المؤسسات الاستشفائية تلجأ إلى رمي مخلفات الأدوية، وحتى المنتهية الصلاحية منها، وكذا أعضاء البشر، داخل المفرغة، ما يشكل خطرا حقيقيا، لم تأبه إلى خطورته إلى حد الآن الجهات المعنية، باستثناء الظرف المالي المعتبر الذي خصصه والي وهران عبد المال بوضياف، لإعادة تأهيل المكان وتحويله من "مزبلة" إلى منتزه للترفيه، على حسب ما تضمنه البرنامج الولائي، وينتظر السكان بفارغ الصبر أن تقوم الجهات المعنية بالشروع في تجسيد مشروع القضاء على القمامة نهائيا على أرض الواقع. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر من الحماية المدنية بعين الترك، أن غيمة الدخان التي خيمت على المنطقة، كانت سببا في وقوع حادثي مرور على طول الطريق السريع، بعد أن حجبت الرؤية عن سائقي المركبات، وأضافت، أن حوادث أخرى خفيفة الخطورة طالما تقع تزامنا مع حرق أطنان الزبالة. وتزامنا مع ذلك، تطرق مُمثلو المجتمع المدني في أكثر من مرة لمخلفات المفرغة، ملقين باللوم على المنتخبين الذين راهنوا خلال حملتهم الانتخابية على أصوات مواطني رأس فالكون، وقدموا وعودا بالقضاء أو الحد من مشاكلهم التي يتصدرها مشكل المفرغة، إلا أن وفق تصريحاتهم، لم يكلف هؤلاء أنفسهم، منذ عشية تنصيبهم،عناء التواصل مع مئات العائلات، ما عدا المشروع الذي قام رئيس الدائرة الحالي بنيله من الولاية، إلاّ أنّ مصادر كشفت ل"الوطني"، أنّ أطماع بارونات العقار الّذين عاثوا فسادا في التعاونيات العقارية تحوم أطماعهم حول أرضية المفرغة .