قررالرئيس المصري حسني مبارك عصر الجمعة التنحي عن منصب كرئيس للجمهورية في إعقاب مواجهته ومنذ ال 25 جانفي الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بمغادرته وقرر الرئيس المصري نهار أمس الانصياع لإرادة الملايين من المصريين والتنحي عن رئاسة الجمهورية وتكليف القيادة العام للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد. وفي هذا الصدد أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان في بيان للشعب أمس الجمعة انه "في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. وجاء الإعلان عن تنحي الرئيس مبارك بعد ساعات من الإعلان عن مغادرته القاهرة نحو شرم الشيخ . وفور إعلان سليمان تنحي مبارك انطلقت حناجر عشرات الألوف من المصريين في ميدان التحرير وبالقرب من القصر الجمهوري بالهتافات المدوية بالترحيب بتخلي الرئيس عن منصبه. ونزل الآلاف المصريين إلى الشوارع ملوحين بالأعلام المصرية ويتبادلون العناق كما انطلقت مسيرات ترحيبية في العديد من الشوارع والميادين في القاهرة وفي مدن مصر الأخرى. وتأتي هذه التطورات غداة الكلمة التي وجهها مبارك إلى الشعب المصري والتي لم ترتقي إلى مطالب الشعب المصري المرابض في شوارع البلاد وخاصة بالعاصمة المصرية منذ ال25 من شهر جانفي الماضي للمطالبة برحيل الرئيس . وتضمنت كلمة مبارك أمس قرارا فوض من خلاله صلاحياته لنائبه عمر سليمان وفقا للدستور. وتحدث مبارك عن أن الأخطاء واردة في أي نظام سياسي أو دولة والمهم هو الاعتراف بها وتصحيحها مؤكدا أنه لن يقبل أي املاءات أجنبية تأتى من الخارج أيا كان مصدرها كما قال . كما أعلن عن تقديمه بتعديل خمس مواد من الدستور وهي المواد 76 و77 و88و93 و189 وإلغاء المادة 179 من الدستور التي تخول سلطات بخصوص قضايا الإرهاب. وتعهد بمعاقبة المتسببين في الأحداث الأخيرة التي أودت بحياة عدد من الأشخاص"بأقصى ما يجرمه القانون من عقوبات رادعة ". ولم يكن لخطاب مبارك أي وقع ايجابي على الشارع المصري الذي ثار غضبه مجددا إزاء ما تضمنه الخطاب وخلوه من مطلب تنحيه. وفي سياق أخر أعلن مصدر بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر أن الرئيس حسني مبارك غادر القاهرة أمس الجمعة إلى مدينة شرم الشيخ بسيناء، وقال المتحدث باسم الحزب الوطني الديمقراطي محمد عبد الله أن الرئيس حسني موجود في شرم الشيخ . وكانت مصادر مقربة من الحكومة أعلنت في وقت سابق عن مغادرة الرئيس مبارك العاصمة المصرية برفقة عائلته . وكان الرئيس المصري فوض صلاحياته أول أمس الخميس لنائبه عمر سليمان هذا الأخير الذي كلف بدوره رئيس الوزراء أحمد شفيق بتوسيع نطاق عمل الحكومة وتعيين نائب لرئيس الوزراء من الحكماء لتولي ملف الحوار الوطني. وكان سليمان قد قاد حوارا مع قادة من المعارضة حول السبل التي تمكن أن تؤدي إلى إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ 18 يوما بعد المظاهرات الحاشدة التي شهدتها عدة محافظات مصرية مطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك. وتجمع المئات من المتظاهرين أمس أمام قصر رئاسة الجمهورية بالقاهرة مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك بينما لم يتدخل الجيش . وذكرت التقارير إن المتظاهرين يتوافدون إلى القصر الذي غادره الرئيس المصري إلى شرم الشيخ.