فصلت نهاية الأسبوع محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، في قضية شبكة ترويج القنب الهندي المستورد من المغرب، و النّاشطة وفق محور تلمسان، معسكر وهران والممتدّة إلى ولايات الوسط و البليدة تحديدا، أين أصدرت أحكاما متراوحة ما بين 12 سنة سجنا نافذا في حقّ رئيس الشّبكة وهو شيخ يبلغ 60 سنة يدعى (م.ي) المنحدر من ولاية تلمسان، و شريكه الذي موّنه بالمخدّرات المحجوزة المتّهم (ب.أ) 46 سنة ، فيما قضت ب 8 سنوات سجنا في حقّ ابن أخ رئيس الشّبكة المتّهم (م.ب) 39 سنة الذي سخّر مركبته لشحن القنب الهندي مع تبرئة ساحة ابن أخت المموّن المدعو (ح.ف.ب) 29 سنة. و الكل توبع بجناية الحيازة و استيراد المخدّرات عن طريق جماعة إجراميّة منظّمة، حيث التمست النيابة العامّة السّجن المؤبّد في حقّ جميع عناصر الشّبكة . حيثيّات القضيّة تعود إلى تاريخ 24 مارس 2010 و خلال حاجز أمني ب "بوكانون"، لفت انتباه مصالح الجمارك سيّارة من نوع "مرسيديس" قادمة وعلى متنها شخصان، عند اكتشافهما للحاجز الأمني راح مرافق السّائق يفتح الباب ولاذ بالفرار، يتعلّق الأمر بالمتّهم (ب.أ) 46 سنة، في حين أسفر تفتيش المركبة التي كان يتولّى قيادتها الشّيخ رئيس الشّبكة (م.ي) 60 سنة، عن حجز 405 صفيحة قدّر وزنها ب 41 كيلوغرام من القنب الهندي كانت محكمة التّخبئة بالصندوق الخلفي لسيّارة "مرسيديس" . عند استنطاق الشّيخ المتّهم (م.ي) 60 سنة، صرّح بأنّه كان بصدد نقل القنب الهندي المحجوز إلى المدعو "ميسوم" المنحدر من ولاية البليدة، والمقيم بولاية "معسكر"، بناء على طلب المدعو "الجيلالي" المتواجد في حالة فرار، الذي كلّف المتّهم (ب.أ) 46 سنة بشحن الكميّة من منزله الكائن بالمدينة الحدوديّة "العريشة" التي تبعد عن المغرب ب 30 كيلومتر، هذا الأخير طلب من الشّيخ أن يؤمّن مركبة لنقل القنب الهندي مقابل عمولة 10 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، وبالتّالي سخّرت سيّارة "مرسيديس" المملوكة لابن أخت الشّيخ المتّهم (م.ب) 39 سنة، نظرا لسعة خزّانها وصناعتها التقنيّة لنقل الكميّة، مضيفا الشّيخ من خلال محضر تصريحاته، أنّه قام بثلاث عمليّات نقل من خلالها كميّة 6 كيلوغرامات من القنب الهندي نحو "معسكر" و "البليدة" للمدعو "البويهي"، و بالتّالي اعترف بالجرم المنسوب إليه خلال جميع مراحل التّحقيق، حتّى مثوله نهاية الأسبوع أمام محكمة الجنايات . فيما أنكر باقي المتّهمين الوقائع المنسوبة إليهم جملة و تفصيلا، فيما نفى المتّهم (ب.أ) 46 سنة معرفته تماما بالشّيخ أثناء المواجهة التي أجريت بين جميع المتّهمين، الأمر الذي فنّده ابن أخ الشّيخ المتّهم (م.ب) 39 سنة صاحب "المرسيديس" المشحونة بالقنب الهندي، وأنّ السيّارة أعارها لعمّه بناءا على طلب منه للتنقّل على متنها نحو سوق "ماسرى" للسيّارات بمستغانم، لغرض اقتناء سيّارة، بعدما تصرّف في بيع "رونو كليو" التي كانت بحوزته، و أنّه لم يكن على دراية بأنّ "المرسيديس" كانت ستشحن عليها كميّة القنب الهندي المحجوز، و لا معرفة له تماما عن نشاط عمّه المشبوه في مجال المخدّرات . نفس التّصريحات جاء بها ابن أخت المموّن المدعو ( ح.ف.ب) 29 سنة، الذي استفاد من البراءة لانعدام القرائن القويّة لإدانته والذي ورد اسمه فقط خلال مراحل التّحقيق في القضيّة . مع العلم أنّ مديريّة الجمارك التي تأسّست طّرفا مدنيّا في القضيّة تخلّفت عن الحضور وقدّرت تكلفة القنب الهندي المحجوز ب 265 مليون سنتيم كتعويض لها.