تمكنت مصالح الأمن أول أمس، من وضع حد لشبكة خطيرة، تنشط على مستوى بلدية الشراقة بالعاصمة، يقودها رعايا أفارقة، إتخذوا من طقوس السحر والشعوذة، طريقة ناجعة للنصب على المواطنين وسلبهم أموالهم، حيث تتقاضى العصابة مبالغ باهظة، تصل إلى مليون سنتيم، عن كل حالة تقصدها، إذ استطاعت في ظرف قياسي، أن تحصد ما يزيد عن 100 مليار سنتيم، عن طريق إيهام ضحاياها، بأن لديها سائل يسمى ب"ماء القوة الروحية"، يشفي كل الأمراض، وجرس جلدي عليه نجمة داوود، يستعمل لاستحضار الجن. حيثيات القضية التي باشرت التحقيق فيها مصالح فرقة مكافحة الهجرة غير الشرعية، بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، حسب مصادر "الوطني"، تعود إلى بداية الأسبوع الماضي، بعد اكتشاف ذات المصالح، إثر دورية عادية على مستوى بلدية الشراقة بالعاصمة، لسيارتين مشبوهتين مركونتين جانبا، الأولى على متنها إفريقيان، والثانية على متنها رجل وامرأة جزائريان، ومعهما إفريقي، وعليه تم مباغتتهم وتفتيش السيارتين، عند ذلك تبين أن جماعة الأفارقة، كانت تبيع سائلا أخضر اللون، مكتوب عليه باللغة اللاتينية "القوة الروحية"، للجزائريين وهما الزوجان المذكوران، كما ضبط في الصندوق الخلفي لسيارة الأفارقة، مجموعة وسائل تستخدم في السحر والشعوذة، تتمثل في كتاب للسحر، حجر مقدس، رسم عليهما نجمة داوود، وقارورة السائل السحري، بالإضافة إلى "سبحة" وجرس جلدي، يستعمل لاستحضار الجن. وأثناء التحقيق في أوراق هويتهم، تبين أنهم يقيمون في الجزائر بطريقة غير شرعية، إذ يتعلق الأمر بكل من "ن.ج" 41 سنة من جنسية كاميرونية، "د.م" 36 سنة مالي، "م.م" 37 سنة مالي الجنسية. وخلال عملية التحقيق مع المشتبه فيهم، توصل المحققون إلى أن الزوجين الجزائريين، تعرضا للنصب من قبل الأفارقة، حيث إعترف الزوج، أنه تعرف على أحدهم، والذي عرض عليه علاج زوجته بالسحر، بعد أن أخبره أنها تعاني من مرض خبيث وهو سرطان الثدي، وأوهمه أنه يملك سائلا سحريا يشفي من كل الأمراض، وطلب منه مبلغ 4000 دج عن كل حصة علاج لزوجته المريضة. فيما اعترف أفراد العصابة بالجرم المنسوب إليهم، خاصة مع ضبطهم متلبسين به، وأوضحوا في تصريحاتهم، أنهم يوهمون الضحايا بأنهم يملكون قدرات خارقة للعادة، تمكنهم من تسخير الجن لتحقيق مآربهم، وذلك من خلال إتباع تعليمات الكتاب السحري المقدس، وأنهم يوهمون الناس، بأن ذالك السائل الأخضر المسمى "القوة الروحية"، يكفي وضعه على مكان المرض حتى يزول، أما عن الجرس، فادعوا أنه خاص باستدعاء الجن، وأن الجني هو من يحدد ثمن المعمول السحري الذي قد يصل إلى الملايين، تم تقديم جميع الأطراف أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة، والذي أمر بوضعهم رهن الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم.