سلسلة من الاعتداءات الجنسية التي ألحقها الشواذ جنسيّا بشاب فتي منذ أن كان عمره 13 سنة ضحية مجتمع و إهمال أسري، سلبت حريّته طيلة 15 سنة سجنا نافذا، وهي العقوبة التي أقرّتها أمس رئيسة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران التي استهلت الدورة الجنائية بمناقشة ملف مقتل بائع ساندويشات صاحب حل بسوق البحيرة الصغيرة شاذ جنسيا، على يد شاب ترعرعت معه العقد النفسية منذ أن كان قاصرا إلى أن أصبح شابا. يتعلّق الأمر بالمتّهم "ح.م.ح" 19 سنة بطّال يعاني من اضطرابات نفسية، بعد أن تركته أمّه في شهره العاشر بانفصالها عن والده، أين كفله جدّه وجدّته، ونظرا للعقد النفسية التي تولّدت لديه جرّاء الاعتداءات الجنسية التي مورست عليه منذ صغره، انطوى على نفسه وعزل نفسه عن معظم الناس. أحيل أمس أمام محكمة الجنايات على أساس جرم ارتكابه جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، أين التمس في حقّه النائب العام عقوبة السجن المؤبّد. مناقشة رئيسة الجلسة لتقرير تشريح الجثة الذي خلص إليه الطبيب الشرعي بالموازاة مع البحث الاجتماعي الذي رقرقت فيه عينا أحد أعضاء التشكيلة بالدموع، دليل على أنّ المتّهم "ح.م .ح" كان ضحية مجتمع صنع منه مجرما عند لحظة اصطفت فيها جميع الأفعال المخلّة بالحياء التي مارسها الشّواذ جنسيّا عليه، فجعلته يوجّه 80 طعنة دفعة واحدة للضحية المدمن على احتساء المشروبات الكحولية وتعاطي السجائر الملفوفة بالكيف المعالج، هذا الأخير الذي عثرت عليه والدته بتاريخ 11 ماي 2011 زوالا جثة عارية تسبح في بركة من الدماء داخل غرفة نومه، التي أغلقت عليه من الخارج بمسكنه الكائن بحي البحيرة الصغرى الذي يقطن به لمفرده بعد انفصاله عن زوجته، حيث اتّصلت بمصالح الأمن 18 التي فتحت تحقيقا حول القضية وقفت فيه على تحديد هوية الجاني المدان أمس من قبل محكمة الجنايات لدى محكمة وهران. توقيف المتّهم "م.ح.م" جاء بناء على الملامح التي قدّمها شباب الحي الذين كانوا ليلة الوقائع يلعبون النرد بمحاذاة المسكن الذي وقعت به الجريمة، ومشاهدتهم عند الثانية صباحا دخول الجاني نحو مسكن الضحية "ج.ا" 30 سنة. عبر جميع مراحل التحقيق اعترف الجاني بارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، والتي دفعه إلى ارتكابها الضحية الذي تلقّى منه مكالمة هاتفية عند الثانية صباحا من ليلة الوقائع، يطلب منه وبإلحاح الحضور نحو مسكنه، فلبّى الجاني رغبة الضحية خاصّة وأنّه وعده بأن يجد له عملا، كما لم تتجاوز معرفته به 20 يوما. وما إن بلغ الجاني المسكن وجد الضحية بصدد احتساء قنينة جعة وتدخين سيجارة ملفوفة بقطعة من الكيف المعالج، ومن ثمّة عرض عليه الضحية وبإلحاح شديد ممارسة اللّواط عليه، فامتنع عن ذلك الجاني، وراح الضحية يهدّده بتشويه سمعته أمام جدّه وأبناء الحي بأنّه شاذ جنسيا بسبب الاعتداءات المتكررة عليه من طرف الشواذ منذ أن كان قاصرا إلى غاية بلوغه سن الشباب، وبالتالي رضخ الجاني لرغبته ونزوته الشيطانية وتركه يمارس عليه اللواط لمدة 20 دقيقة ومن ثمّة أراد تركه والتوجه نحو مسكن جدّه، إلاّ أنّ الضحية حاول إعادة الكرّة معه، فرفض الجاني بشدّة، أين دار شجار بينهما جعل الجاني يأخذ سكّينا من المطبخ بيده وراح يوجّه به 80 طعنة حادّة وعميقة بمناطق مختلفة من جسم الضحية، بعدما لم يسمح له بمغادرة مسكنه وراح يهدّده بكشفه أمام العام والخاص. وبعد تأكده من مقتله غيّر ملابسه وتخلّص من السكين وثيابه الملطّخة بالدّماء برميهما في الزبالة المتواجدة بمحاذاة مؤسسة تربوية وهو في طريق عودته نحو مسكن جدّه المتواجد بنفس الحي المذكور. عند مثول الجاني أمس تمسك بالتصريحات التي أدلى بها عبر جميع مراحل التّحقيق، مشيرا دفاعه إلى أنّه يعاني من إضرابات نفسية تولّدت لديه منذ طفولته البائسة، وزاد من حدّتها مقتل شقيقه على يد جماعة إجرامية، ناهيك عن حرمانه من حنان والديه وهو رضيع حديث العهد بالولادة.