انطلقت مساء الجمعة بالمسرح الكبير في دار الأوبرا بالقاهرة فعاليات الدورة العشرين لمهرجان الموسيقى العربية، التي تم إهداؤها إلى ثورات الربيع العربي، وشارك فيها 27 فنانا من تسع دول عربية، منها تونس والمغرب والبحرين واليمن والجزائر وفلسطين ولبنان، وتمتد حتى ال20 من نوفمبر الجاري. وافتتح المهرجان وزير الثقافة عماد أبو غازي ترافقه رئيسة المهرجان د. رتيبة الحفني، ورئيس دار الأوبرا د. عبد المنعم كامل حيث بدأ الحفل بملحمة غنائية بعنوان "يا أمة العرب". ومن مصر شاركت الفنانة نادية مصطفى بأغنية "ادعوا لمصر" وهاني عامر "أمجاد يا عرب" وريهام عبد الغفور "يا أمة العرب"، وقدمت الفنانة التونسية سومة أغنية "من تونس الخضراء"، كما غنى الفنان اليمني أحمد فتحي "الوطن الثائر وفي تصريح خاص للجزيرة نت قال المخرج التنفيذي لعرض الافتتاح الفنان مهدي سيد إن جديد مهرجان الموسيقى العربية هذا العام هو إعداد فيلم قصير عن ثورات الربيع العربي تم إهداؤه لروح الشهداء، وأيضا تجهيز أوبرا "لابوهيم". وأكد الفنان المكرم الموسيقار رؤوف الجنايني أن المهرجان في تطور ونمو دائم وأنه بذلك يتحدى الإحباط والظروف، ونجح على مدار عمره العشرين في لم الشمل العربي كتجمع فني أوجده التجمع الشعبي العربي . وأشار الجنايني إلى خصوصية هذه الدورة حيث تولد مصر من جديد بعد الثورة، مؤكدا قدرة المهرجان على مواكبة الثورة بإبداع جديد حيث يقدم كل عام مواهب شبابية جديدة ويرعاها وينميها. وبدوره يرى عضو فرقة الإنشاد الديني بالأوبرا المطرب أشرف زيدان أن المهرجان تظاهرة فنية كبيرة ترتكز على الفن الشرقي الأصيل وتهدف إلى التواصل مع الجماهير وتعيد للأذهان زمن الفن الجميل حيث الأصالة والهوية العربية. وحذر زيدان في حديثه للجزيرة نت من انتشار مسار غنائي متغرب بحروف ومفردات بالإنجليزية والفرنسية حيث التطبيع مع الغناء الغربي الذي أنتج مسخا غنائيا يعاني الإسفاف. ويكرم المهرجان عشر شخصيات أثرت حركة الموسيقى العربية ومنهم عازف العود د. ممدوح الجبالي والملحن عز الدين حسني والشاعر أيمن بهجت قمر والمايسترو صلاح غباشي والمايسترو سليم سحاب والمؤلف الموسيقي رؤوف الجنايني وفنان الخط العربي أوس الانصاري والباحث الموسيقي البحريني محمد جمال. وتشهد ليالي المهرجان مجموعة من الحفلات الغنائية والموسيقية اليومية في خمسة مسارح منها المسرح الكبير والصغير والجمهورية وأوبرا دمنهور وأوبرا الإسكندرية. ويصاحب المهرجان مؤتمر الموسيقى العربية الذي تدور فعالياته حول أربعة محاور رئيسية تناقش التكنولوجيا والموسيقى العربية وواقع الأغنية المعاصرة في البلاد العربية ومشاكل تعلم الموسيقى في العالم العربي ودور الإعلام في نشر الثقافة الموسيقية، ويشارك به باحثون من العراق والسودان والأردن وليبيا وتونس والمغرب وسوريا يستعرضون 18 بحثا . وضمن فعاليات المهرجان يقام معرضان لفن الخط العربي، يضمان أكثر من مائة لوحة فنية ونماذج من أعمال الفنان المكرم أوس الأنصاري. ويتزامن مع افتتاح المهرجان بالقاهرة افتتاح آخر بمسرح سيد درويش بأوبرا الإسكندرية بحفل تحييه المطربة المغربية كريمة الصقلي.