افتتحت أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أشغال أول اجتماع لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالساحل بحضور ممثلي الدول الأعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب و دول منطقة الساحل و منظمات إقليمية ودولية. وفي هذا الصدد أبرز عبد العزيز سبع في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن ممثل الوزير المكلف بالشؤون الإفريقية عبد القادر مساهل خلال الجلسة الإفتتاحية للاجتماع الذي تم إقراره في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب، أن الجزائر لم تدخر الجهد لإنجاح الاجتماع بعد أن دعمت مبادرة الحكومة الأمريكية في إنشاء المنتدى وأكد أن الاجتماع دليل على الوعي بالتحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة. وتسعى مجموعة العمل إلى تحفيز التوصل إلى "تنسيق أحسن" للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب في خمس مجالات تتمثل في الأمن الحدودي والتعاون بين مصالح الشرطة ومكافحة تمويل الإرهاب والتعاون وتعزيز النظامين القانوني والقضائي وكذا التزامات المجموعات، ويشكل هذا اللقاء "إطارا للمحادثات" حول النقائص وموارد القدرات الإقليمية في مجالات العمل الخمسة، كما يهدف إلى تحفيز الشراكات بين الفاعلين الإقليميين ومن خارج الإقليم خلال اللقاءات المقبلة في المنطقة. وأكد كمال رزاق بارة مستشار رئيس الجمهورية أن الاجتماع مخصص لتوحيد الرؤيا في تحليل الأخطار المحدقة في منطقة الساحل من الأخطار الآتية من الأزمات المختلفة، مشيرا إلى أن ليبيا أصبحت قادرة على مواجهة مخاطر الأمن الداخلي وأخطار الأسلحة في هذه المنطقة. واعتبر بارة أن الآليات القائمة آتية من المبادرة الجزائرية وصرّح في هذا الصدد: "نحن لا نرغب في تكرار آليات أخرى وإنما في جلب مساعدة شركائنا خارج المنطقة في التدعيم وليس في خلق الآليات لأننا نركز دائما على أولوية الدول في الميدان للتكفل بمسائلها الأمنية". وأكد محمد ولد مكحل ممثل وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية في تصريح له، على أهمية المنتدى في الوقت الذي انتشرت فيه عصابات التهريب والإرهاب الذي أصبح تحديا عالميا عابرا للحدود، مذكرا بأنه لا توجد أي دولة في منأى عن هذا التحدي وأن الوضعية تفرض حدا من التنسيق وتبادل التجارب ووجهات النظر حول هذا الموضوع . وأكد دانيال بنجامان ممثل وزارة الخارجية الأمريكية، أن الإجتماع هو الأول للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي أطلق رسميا من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي داوود أوغلو في 22 سبتمبر في نيويورك، واعتبر بنجامان المنتدى منبرا جديدا ومتعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب، مهمته التركيز على تحديد الاحتياجات المدنية الضرورية وحشد الخبرات والموارد اللازمة لمكافحة الإرهاب، واعتبر المتحدث أن أهمية الاجتماع الذي تحتضنه الجزائر تتمثل في التوصل إلى مفهوم أكثر وضوحا لتحديات وأولويات تعزيز القدرات في المنطقة وأن تلعب المجموعات دورا محفزا بالنسبة للأنشطة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب في المنطقة. وذكر رئيس قسم الشؤون الأمنية بوزارة الخارجية التركية ميكيني مصطفى كمال في كلمته بأهمية المنتدى فيما يخص التضامن الدولي وتوحيد الجهود للتصدي للإرهاب. أما المديرة العامة للبرامج في وزارة الشؤون الخارجية الكندية صابين نولكي فاعتبرت أن دول منطقة الساحل التي تتحمل الضربات الإرهابية على الصعيد الإنساني والإقتصادي مطالبة بمواجهة هذه المشكلة الإقليمية عبر توحيد الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة، وأشارت نولكي إلى البرنامج الطموح للمنتدى مشيرة إلى أن اجتماع الجزائر سيتركز على خمسة محاور ترتبط بتحديات مكافحة الإرهاب، الأمن الحدودي، مكافحة تمويل الإرهاب، التعزيز القانوني والقضائي.