دخل احتجاج تلاميذ الأقسام النهائية أمس مرحلة خطيرة، إذ تجدد في أسبوعه الثاني، واتسعت الاستجابة له من قبل معظم ثانويات الولاية، ورغم منع مدراء المؤسسات الثانوية خروج المتمدرسين أثناء فترات الدراسة، إلا أن الوضع فلت من أيدي المسؤولين الإداريين، وحتى مديرية التربية رفضت التجاوب مع نداءات التلاميذ في تخفيف حصص الدروس، ولم تعمل على امتصاص غضب الأبناء عن طريق السماع لممثلي التلاميذ. وفي ظل هذه الانزلاقات الخطيرة داخل الحقل التربوي، تكاد فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ تغيب عما يدور في الساحة تماما، خصوصا وان بعض الأولياء اتجهوا نحو مكتب الفيديرالية لطلب تدخل المسؤول الأول على مستواها، إلا أنهم ولسوء الحظ لم يعثروا عليه، منذ ما يقارب الأسبوع، واحتار الأولياء أنفسهم، في تحديد الجهة التي يعرضون عليها انشغالاتهم، وبين الأخذ والرد في قضية تلاميذ الأقسام النهائية، بدا التلاميذ وهم يتجولون بشوارع الولاية من مقر الولاية إلى مقر مديرية التربية ووسط المدينة، رافضين للعودة إلى مقاعد الدراسة، إلى حين إسماعهم ما يرضيهم من حل يخص التخفيف من البرنامج المكثف للدروس، وبقي التلاميذ إلى منتصف النهار ينددون بسياسة الحشو في إلقاء الدروس، من قبل الأساتذة، ففي حصة واحدة أصبح الأستاذ يملي على التلميذ ثلاثة دروس دون فهم، بحجة أن المقرر الدراسي مكثف، وأن على المؤسسة إنهاءه بأي وسيلة، وقال التلاميذ عن هذه الطريقة، أنها مرفوضة جملة وتفصيلا من قبلهم، فيما ذكر آخرون للوطني أن راتب أوليائهم الشهري أصبح يضخ في الدروس الخصوصية، وهناك من اضطر إلى دفع أزيد من مليون سنتيم، نظرا لعدم فهم الدروس الملقنة داخل الثانويات.