استأنف أمس عدد من تلاميذ بعض ثانويات العاصمة في الأقسام النهائية إضرابهم عن الدراسة، احتجاجا على ما أسموه كثافة البرنامج الدراسي وتشعب دروسه، وهو ما اعتبره الكنابست امتدادا للحركات الاحتجاجية للتلاميذ في السنوات الماضية، داعيا وزارة التربية إلى توضيح دروس العتبة مع استدعاء مختصين وخبراء للتخفيف من الدروس لكي تتماشى مع الحجم الساعي، مع تكوين الأساتذة للتحكم في الدروس، بينما لمّح رئيس اتحاد أولياء التلاميذ «خالد أحمد» بأن امتحانات الباكالوريا ستكون في متناول التلاميذ. ومن بين الثانويات التي تعطل سير الدراسة فيها ثانوية «سعيد حمدين» ببئر مراد رايس و«علي بومنجل» بالعناصر وكذا ثانوية برويسو، فيما تستمر الدراسة بصورة عادية كما لوحظ بالنسبة لثانوية «الإدريسي» بساحة أول ماي وثانويتي «حسيبة بن بوعلي» و«الإخوة حامية» بالقبة وكذا ثانويات بجسر قسنطينة. وطالب التلاميذ المحتجين بتحديد الدروس والتخفيف من حجمها وكذا "التأني وعدم الإسراع" في تقديمها بغية ضمان "تحصيل نوعي" على حد تعبيرهم، موضحين أن البرنامج الدراسي الكثيف والضخم حال دون استيعابهم للدروس أمام إسراع الأساتذة في مباشرة الدروس دون أن يتمكنوا من فهمها. كما اشتكى عدد من تلاميذ ثانوية «علي بومنجل» من عدم استفادتهم من إجراء التجارب العلمية في المخابر والاكتفاء بالدروس النظرية. وأوضح التلاميذ المعنيون بهذه المشكلة أنهم سيتمسكون بمطالبهم وسيواصلون التوقف عن الدراسة والإضراب، مع البقاء داخل أقسامهم حتى يُحل المشكل. وفي تصريح ل«الأيام» أكد المكلف بالاتصال للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «مسعود بوديبة» أن الحركة الاحتجاجية امتداد للحركات الاحتجاجية للسنوات الماضية، مشيرا إلى أن التلاميذ يهدفون من خلال هذا الإضراب إلى تحديد درس العتبة وتحقيق مطلبهم خاصة وأن احتجاجات التلاميذ الماضية أتت بثمارها، منبها إلى أنه سبق وأن حذّر من هذا المشكل. ودعا المتحدث ذاته وزارة التربية الوطنية إلى التفكير بجدية في المشكل وإيجاد حلول جذرية وتوضيح المنشور الأخير للتلاميذ ومعنى دروس العتبة. كما طالب المتحدث ذاته من الوزارة استدعاء مختصين وخبراء يقومون بدراسة المناهج الجديدة والتخفيف منها لتتماشى مع الحجم الساعي، مع تكوين الأساتذة تكوينا متخصصا في المناهج الجديدة للتحكم فيها، وهو ما سيسمح – حسبه- بتقديم الدروس بدون تسرع وحشو وفي وقت قصير يقلل الضغط على التلاميذ وكذلك الأساتذة للوصول إلى استقرار المنظومة التربوية. من جهته اتهم رئيس اتحاد أولياء التلاميذ «أحمد خالد»، في تصريح ل«الأيام» أطرافا من القطاع بمحاولة الزج بالتلاميذ لزعزعة الموسم الدراسي خدمة لمآرب شخصية لا علاقة لها بالتربية، خاصة وأن الوزير «بن بوزيد» كان قد أعلن خلال الأسبوع الماضي أن عتبة الدروس ستحدد في شهر ماي المقبل. ودعا الوزارة إلى إيفاد لجنة تحقيق بغرض تقصي الحقائق وكشف الأطراف التي تحاول الزج بأبنائهم في مثل هذه المتاهات ومعاقبتها. وطمأن التلاميذ قائلا «لا داعي للخوف خاصة أنه تم تحقيق في السنة الماضية نسبة قياسية في عدد الناجحين في شهادة البكالوريا مع أن إضرابات الأساتذة دامت أكثر من 3 أشهر». للإشارة كانت وزارة التربية قد طالبت مفتشيها بتكثيف المتابعة البيداغوجية ومرافقة الأساتذة خاصة في الأقسام النهائية وذلك في إطار التعليمات المتعلقة بتنفيذ البرامج الدراسية في «أحسن الظروف دون تسرع أو حشو» وإجراء كل الأعمال التطبيقية المقررة في البرامج الدراسية.