علمت الوطني من مصادر متطابقة بوزارة الصحة، أن الوزارة ستوفد قريبا لجنة تحقيق بالمؤسسات الإستشفائية العمومية بوهران، للتحري في ملف الأدوية المفقودة، تبعا لما توصلت إليه الوزارة من شكاوى المواطنين والأطباء، ويحدث هذا في الوقت الذي تم فيه الإفراج عن عدد من الأدوية "المفقودة" بالأجنحة التي كانت تعاني ندرة حادة للأدوية بمستشفى وهران قبل يوم من زيارة جمال ولد عباس وزير الصحة للولاية، ولعل الجديد في زيارة الوزير، اعترافه بوجود ندرة في الأدوية خلافا لتصريحاته السابقة، مؤكدا كشف الرؤوس المتورطة في تضخيم فواتير استيراد المادة الأولية للأدوية دون أن يحدد هويتهم، واكتفى الوزير في السياق ذاته، بتأكيد حرص الوصاية على تجميد العمليات الخاصة بتضخيم فواتير استيراد الدواء، والتي فاقت قيمتها 153مليون أورو . وقال جمال ولد عباس أن 38 منتوج أدوية مصنع من مخابر تصنيع الأدوية تم تسويقه بطرق ملتوية، في إشارة واضحة منه إلى مافيا الدواء، هؤلاء وبدل أن يسوقوا الأدوية بمبالغ معقولة، اتضح في التحقيقات التي باشرتها مصالح المراقبة المالية، أن فواتيرها ضخمت، كتحرير مبلغ 40 ألف أورو في الدواء الذي يساوي 300 أورو، وكشف ولد عباس عن توقيف منتج للأدوية بالجزائر قدم 30 ألف أورو في فاتورة شراء كيلوغرام واحد من الأدوية في حين أن نفس الدواء اقتناه من منتج آخر ب 300أورو. ووجد جمال ولد عباس الذي حمل معه حقيبة خاصة بإنجازاته المحققة في القطاع، وجد حرجا كبيرا في المضي في إنكار أزمة الأدوية، وربما اكتشف الأمر الذي كان واضحا للعام والخاص بعد إدراكه ببلوغ بعض منتجي الدواء أغراضهم، في جني أموال طائلة وتوقفهم عن النشاط، حيث بقي بعد توقف 220 موزع، حوالي 666 موزع. جمال ولد عباس وهو يتحدث عن أزمة الأدوية، كشف عن ديون الصيدليات المركزية عبر الوطن، حيث تعدت 27 مليار دينار، كما لم يجد من إجابات لعائلات المرضى التي اعترضت طريقه بينما كان يتفقد وضع 26جهاز جديد بجناح رقم05 لتصفية الكلى بالمستشفى الجامعي بوهران، أين استمع للواقع المر، في رمي المرضى خارج المستشفى دون توفير لهم وسائل التنقل من سيارة الإسعاف للتنقل إلى العاصمة قصد استكمال العلاج، في الوقت الذي كان الوزير قد أشار إلى أن الوصاية تفكر في توفير ثلاث طائرات لنقل المرضى عبر مستشفيات الوطن، ناهيك عن مصارحة رجل مسن للوزير بوفاة زوجته، وأخيه المصابين بداء السرطان السنة الماضية جراء تذبذب علاجهم بالأشعة الكميائية. وفي الإطار نفسه، كشفت مصادر بوزارة الصحة للوطني، أن الوزارة ستوفد لجنة تحقيق للنظر في ملف الأدوية الذي باتت الصيدلية المركزية تتدعم بها دون استفادة المؤسسات الإستشفائية، وقد استفادت أجنحة المستشفى الجامعي بوهران قبل حلول ولد عباس بيوم واحد من أدوية مفقودة، على غرار جناح أمراض القلب وجراحة القلب، الذي تم تموينه بالقدر الكافي من دواء "دبامين" و"لوكيسين". هذا ومن المنتظر أن يدخل جهاز الكشف بالأشعة "ايارام" حيز الخدمة شهر مارس المقبل، حيث سيتمّ إخضاعه لتجارب خلال الأسبوع المقبل.