والي وهران قال لي "الحمد لله أن البلدية ليس فيها منجم ذهب". قال، نهار أمس، رئيس بلدية حاسي مفسوخ السيد بن زيان أسامة في حوار مع"الوطني" إنه ورث تركة ثقيلة ومثقلة بالهموم المشاكل، وسوء التسيير، يوم تنصيبه رئيسا على البلدية في 14 أوت الفارط، خلفا للمير السابق الذي تم سحب الثقة منه، حيث أخذ على عاتقه إرجاع تسيير البلدية على السكة الصحيحة والسليمة، وإطلاق مشاريع عديدة كانت مجمدة منذ بداية العهدة، وهي المشاريع التي قال عنها نفس المتحدث، تهم المواطن بصفة مباشرة، كتعبيد الطرقات، وتوفير الإنارة العمومية، وإيصال الغاز للمنازل، وتوفير التدفئة بالمؤسسات التربوية... الخ من انشغالات السكان، ورغم الجهود التي يبذلها المير، ونائبه الأول، إلا أن هناك عراقيل مالية بالدرجة الأولى، تحول دون تحقيق العديد من الأهداف. تحدث نهار رئيس بلدية حاسي مفسوخ بن زيان أسامة بإسهاب عن هموم ومشاكل سكان بلديته التي يصعب حلها كلها، بسبب شح الميزانية المالية التي لا تتجاوز 800 مليون سنتيم، لتصل بعد دعم الولاية إلى 2 مليار سنتيم، وهو مبلغ قليل جدا، ولا يمكن من تنفيذ كل طلبات الساكنة، خاصة المشاريع التي تلتهم الملايير، كتكسية الطرقات الرئيسية، والداخلية، التي تتحول بعد تهاطل الأمطار إلى طرق موحلة يصعب المرور عليها، وأضاف السيد بن زيان أسامة أنه رغم نقص الأظرفة المالية، بالمقارنة مع بعض البلديات، إلا أن المجلس الذي يُسير من طرفه ونائبه، استطاع تحقيق نتائج ايجابية وتم إطلاق 30 مشروع تنموي استفادت منه البلدية في بداية العهدة الانتخابية في عهد المير السابق، الذي عرقل التنمية المحلية حسب تصريحات بعض المواطنين الذين تحدثوا ل "الوطني". وحمل الرئيس الحالي لبلدية حاسي مفسوخ الجمود التنموي الذي كان سائدا من قبل في البلدية، إلى السياسة التي كانت تسير بها البلدية في عهد المير السابق، حيث أهمل المجلس المنتخب، حل مشاكل وهموم المواطنين، ودخل في صراعات ونزعات حزبية، ووصل الأمر إلى حد القضاء، والملاحقات القضائية، إلا أنه سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها الطبيعية بعد توقيف الإدارة المير السابق، وبدء صفحة جديدة في 14 أوت الفارط، وهو تاريخ تنصيب السيد أسامة بن زيان ميرا على مفسوخ. وقد أخد المير المحسوب على الجبهة الوطنية الجزائرية "الافانا" ونائبه من الآفلان، مسؤولية تسيير ما تبقى من العهدة الانتخابية، خاصة بعدما قرر باقي أعضاء المجلس رمي المنشفة ورفع أيديهم من البلدية، وفي هذا الصدد قال بن زيان أسامة "حاسي مفسوخ بلدية فقيرة وتسير من طرف عضوين، ومع ذلك حققنا نصف ما كنا نطمح له منذ بداية العهدة الانتخابية، إنهم مخطئون إذا حاولوا ليّ ذراعنا برميهم للمنشفة، لقد تجاوزنا كل التوقعات، قمنا بإنهاء جميع المشاريع التي كانت مسطرة في سنة 2011 وتمت دراسة كل مشاريع 2012"، وأضاف نفس المصدر "حتى والي وهران استغرب من الصراعات والنزاعات التي كانت في البلدية، وقال لي "حاسي مفسوخ بلدية صغيرة جدا وفقيرة ماليا وصراعات مجلسها المنتخب تجاوزت كل الحدود... الحمد الله لا يوجد فيها منجم نتاع ذهب". وانتقل مير حاسي مفسوخ في حديثه مع "الوطني" إلى ملف السكن بجميع صيغه، حيث قال "استقبلنا 750 طلب سكن وسوف نوزع بإذن الله 500 مسكن وما تبقى من عدد الطلبات سوف يستفيد أصحابها من البرامج السكنية التي ستستفيد منها البلدية لاحقا، لدينا حصة 120 مسكن جاهزة سيتم توزيعها نهاية الشهر، بالإضافة إلى 350 مسكن قيد الانجاز سنقوم بتوزيع عقود مسبقة للسكان، وأخدنا بعين الاعتبار، أقدمية إيداع الطلب، والحالة الاجتماعية والعائلية لأصحاب الطلبات، والذين سيستفيدون من هاته السكنات هم من أبناء البلدية". أما بخصوص الإنارة العمومية، صرح محدثنا أنها بلغت نسبة 80 بالمئة، وهناك مشاريع أخرى في الإنارة ستستفيد منها البلدية للقضاء بشكل نهائي على مشكل انعدام الإنارة في بعض الأحياء والمناطق، خاصة المناطق البعيدة عن النسيج العمراني التي يعيش سكانها في ظلام دامس. أما في مجال تهيئة الطرقات، وتكسية الشوارع والأزقة، قال المير، إن البلدية مازالت متأخرة جدا، رغم استفادتها من مشروع لتزفيت الطرقات الداخلية بغلاف مالي قدر ب10 ملايير، الذي لم يتم الشروع فيه لأسباب إدارية وتقنية، حيث كان المشروع تحت يد البلدية في عهد المير السابق، تم سحب المشروع منا بحجة التأخير في إعداد الدراسة، ومع ذلك مازال المشروع لم ينطلق بعد، وفي نفس السياق، أضاف نفس المتحدث "بلديتنا متأخرة في مشاريع تزفيت الطرقات بالمقارنة مع باقي بلديات عاصمة الغرب الجزائري والمواطن يطالب بحقه في تزفيت الطرقات وأزقته ولا نستطيع فعل شيء لان هاته المشاريع تلتهم 20 مرة ميزانية البلدية. وأمام الشح المالي الذي تعاني منه بلدية حاسي مفسوخ، وأمام شح الأموال التي تجمعها البلدية من الجباية، طلب رئيس بلدية حاسي مفسوخ من المسؤول الأول على ولاية وهران استحداث مناطق صناعية للزيادة في مداخيل البلدية، حيث تسمح هاته المناطق الصناعية للبلدية بالحصول على أموال تكون مخصصة للتنمية المحلية، لان الوضع المالي للبلدية لا يسمح بتلبية جميع طلبات السكان المشروعة. وعرج السيد بن زيان على قطاع التربية، حيث قال "نولي أهمية كبرى لقطاع التربية ببلدية حاسي مفسوخ وقمنا منذ تعييني على رأس البلدية بإيصال التدفئة ب5 مدارس ابتدائية، وبالمتوسطة والثانوية الموجودتين في مركز البلدية، ونعمل على توفير كل المتطلبات للمؤسسات التربوية لتحسين ظروف تمدرس أبنائنا.