شهدت أمس، دائرة بطيوة غليانا شبانيا نظمه نحو ألف بطال، عندما قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مستغانمووهران، وبالضبط عند النقطة الرابطة بين بلدية عين البية وأرزيو، أين قام الشباب بغلق الطريق لعدة ساعات طويلة، وهو ما أدى إلى شلل تام على مستوى الطريق. وحسب الشباب المحتج، فإن وقفتهم الاحتجاجية هذه، جاءت للمطالبة بتوفير مناصب عمل للشباب البطال في الشركة الجديدة، التي أقيمت مؤخرا في البلدية، ويتعلق الأمر بشركة "جينال 3" التابعة لمجمع أوراسكوم، والتي اتهم بشأنها الشباب، السلطات المحلية ووكالة التشغيل ببطيوة، وكذا إدارة الشركة، بمنح مناصب عمل لشباب من خارج البلدية، بالإضافة إلى التزوير الذي طال-حسبهم- عددا كبيرا من شهادات الإقامة، التي سمحت بحصول الشباب عن هذه المناصب، مطالبين بضرورة حلول لجنة وزارية بالمنطقة التي تشهد منذ فترة غليانا وسط الشباب، خاصة مع استفادة المنطقة من الكثير من التجمعات الصناعية. وقد حاول الشباب تنظيم مسيرة سلمية على مستوى الطريق الوطني، من أجل لفت انتباه السلطات المحلية، والقائمين على التشغيل، قبل أن يتحول الاحتجاج إلى أعمال شغب، عندما حاولت قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني تفريق المتظاهرين الذين شلوا حركة المرور، باستعمال الغازات المسيلة للدموع، وهو ما أدى إلى قيام مشادات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، أسفرت عن وقوع ثلاثة جرحى وسط الشباب، إلى جانب اعتقال عدد كبير منهم، في حين تعرض الكثير منهم إلى إغماءات بسبب الغازات المسيلة للدموع، وقد قام المتظاهرون برشق الحجارة، وهو ما أسفر عن تكسير سيارتين لقوات مكافحة الشغب، وتحطيم حافلة خاصة بنقل المسافرين كانت قادمة من ولاية مستغانم. وقد قامت قوات مكافحة الشغب بتطويق المنطقة الصناعية ببطيوة وإلى غاية أرزيو، تخوفا من حدوث أية أحداث أخرى، إلى جانب فرض إجراءات أمنية مشددة على مستوى الطريق الوطني. من جهة أخرى، أكد رئيس دائرة بطيوة السيد "محندي فريد" في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطني" أمس، على أن هذه الاحتجاجات التي قام بها الشباب جاءت من أجل المطالبة بحصولهم على وظائف عمل، مؤكدا على أن السلطات المحلية، ستتدخل من أجل إلزام الشركة بتطبيق القوانين الخاصة بالتوظيف، وهذا من خلال توظيف شباب البلدية، كأولوية أولى، وفي سياق متصل، نفى رئيس الدائرة أن تكون الشركة قد وظفت أي شاب من خارج البلدية، على اعتبار أن الشركة جديدة ولم تقم بتوظيف أي شاب لحد الآن، مؤكدا على أن الدائرة لم تتلق أية معلومات تخص هذه الشركة، مضيفا بأن السلطات المحلية ووكالة التشغيل، لا تتحملان أية مسؤولية في هذا الجانب. وقد أدت احتجاجات الشباب، إلى غلق تام للطريق الوطني رقم 11، خاصة عند نفق بطيوة، وهو ما أجبر جميع المركبات المستعملة لهذا الطريق، على سلك الطرق الداخلية، وهذا على مستوى الشهايرية العيايدة، والكثير من المناطق النائية، وهو ما جعل حركة المرور تتأزم، وأجبرت الكثير من المواطنين على الوصول متأخرين لأماكن عملهم أو دراستهم، وقضى الكثير منهم عدة ساعات من أجل الوصول إلى وهران، وهو ما أدى إلى غضب وسخط المسافرين الذين علقوا على مستوى هذا الطريق لعدة ساعات، وهو ما أجبر قوات مكافحة الشغب على التدخل، من أجل تفريق المتظاهرين، قبل أن تعود حركة المرور إلى طبيعتها العادية بعد شلل دام أكثر من ثلاث ساعات. يذكر أن المنطقة ككل تشهد غليانا شبانيا منذ عدة أشهر، بسبب ما أسماه الشباب بالطرق التي تتبعها معظم الشركات في توظيف الشباب، وهو ما جعل الشباب على مستوى جميع بلديات الدائرة يثور على السلطات المحلية، خاصة في ظل البطالة المنتشرة بين الشباب.