•الإذاعة والتلفزيون بحاجة إلى مركز للتكوين بمناسبة إقرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تاريخ 13 فيفري من كل سنة يوما عالميا للإذاعة ، و2012 سنة للإذاعة العربية، وعلى هامش هذه الاحتفالات، ارتأينا استطلاع رأي الرئيس الأسبق لدائرة التعاون وتبادل البرامج مع البلدان العربية والإسلامية السيد عبد الحفيظ عاصمي الذي تولى هذه المهمة سنة 1981، إذ يعتبر من الرعيل الأول الذي عايش مسيرة بناء الإذاعة والتلفزيون، عقب استرجاع السيادة الوطنية في 28 أكتوبر 1962.. هو صاحب الآذان الذي رُفع على مدار 14 سنة في الإذاعة والتلفزيون،رتّل القرآن الكريم أمام الملك فيصل بمسجد الرحمة بأرزيو عام 1969 ، فأمر الراحل هواري بومدين وزيره للإعلام الدكتور الإبراهيمي بتوظيفه. يرى عاصمي أن الوقت حان لإنشاء مركز وطني للتكوين في المجال السمعي البصري للإذاعيين والصحفيين والتقنيين ، مشيرا إلى أن درايته بالقطاع في الكثير من الدول العربية تجعله يؤكد أن الإذاعة الوطنية والتلفزيون يفقدان الكثير من الكفاءات التي تحال على دائرة النسيان عوضا عن توجيهها نحو مراكز لتكوين المتخرجين والموظفين الجدد في السمعي البصري، خصوصا وأن الجزائر مقبلة على مرحلة جديدة تتميز بفتح القطاع، ويستشهد محدثنا بحالة القطاع في سوريا و لبنان والعراق حيث يتولى قدماء الإذاعيين مواكبة مهام تكوين الإذاعيين الجدد، وهذا ما نفتقده حسب عبد الحفيظ عاصمي دائما الذي يتذكر الرعيل الأول من أبناء الإذاعة الوطنية التي كانت الأحسن في منطقتنا المغاربية والعربية، بفضل إجتهادات ونضال رجال من أمثال المرحوم محمد عيسى مسعودي، و حراث بن جدو، وعبد القيوم بوكعباش ،و علي شهاب رحمه الله ، والراحل أحمد وحيد ،والمرحوم صلاح الديب الذي توفي في حادثة الطائرة بالفيتنام، و عز الدين بوكردوس الذي كان من بين أحسن الإذاعيين،و صلاح محمد، و حمزة لخضر ...هؤلاء وغيرهم اجتهدوا و تعبوا لكنهم كانوا في المستوى وفي وقت قياسي أصبح التلفزيون أحسن تلفزيون في المنطقة، والإذاعة من أحسن الاذاعات في العام العربي، يقول الإذاعي عبد الحفيظ عاصمي الذي شغل منصب مدير إذاعة متيجة والأغواط و تلمسان . ويتذكر محدثنا زملائه المرحوم مصطفى عبادة الذي إغتاله الإرهاب وسبق أن كان مدير ا للتلفزيون، و برنامج كاتب وكتاب الذي كان يقدمه محمود رويس وكان يشارك فيه الدكتور عبد الله شريط وعبد المجيد مزيان وعبد الله ركيبي، مشيرا، أيضا إلى أن الإذاعة كان على رأسها رجال أمثال لمين بشيشي ومداني حواس، بالإضافة إلى محمد بوزيدي ومحمد عيسى مسعودي، هؤلاء يقول محدثنا، كانوا اللبنة الأولى من الذين تحملوا مسؤولية انطلاق الإذاعة والتلفزيون. وعن تقييمه لوضعية المحطات الإذاعية يرى عبد الحفيظ عاصمي أن العمل الإذاعي لازال بحاجة إلى المزيد من التكوين والرسكلة للأطقم الإذاعية، وهو ما يراه ممكنا بواسطة الكفاءات الوطنية في السمعي البصري ، مشددا على ضرورة تحصين هذه الأطقم بواسطة التكوين في شتى التخصصات لمواكبة التحولات الحاصلة في القطاع بفعل الطفرة والقفزة النوعية المسجلة في تكنولوجيا الإتصالات والبث التي لم تعد حكرا على الأدوات التقليدية وتطورت إلى الوسائط الحديثة بواسطة الإنترنيت. نشير إلى أن الأستاذ عاصمي كان صاحب أول صوت للإذان يرفع في الإذاعة والتلفزيون من محطة وهران في شهر رمضان عام 1963، ويوصف بصاحب الصوت الساحر الرخيم الذي استحق وعلى مدار 40 سنة أن يكون رفيق المكيروفون، و رغم تقاعده لم يقطع صلته بالأثير حيث لازال يتابع برامج محطة تلمسان الإذاعية التي تقلد مسؤولية إدارتها على مدار 12 سنة.